المسيرات المطالبة بالتنصيص على كون الشريعة مصدر أساسي للتشريع في الدستور كانت مراوغة سياسية من النهضة هدفت بها قيادة النهضة البروز كمجموعة متعقّلة تكبح جماح قواعد متطرفون. انتهت اللعبة و بدأت معها أزمة ثقة بين القيادة و القواعد ليتكرّر المشهد بحملة اكبس و القوائم السوداء التي تحدث عنها لطفي زيتون كثيرا قبل ان يختفي الى الضل و اختفت معه كل شعارات المحاسبة . و حتى قانون تحصين الثورة الذي صار من مقدسات الكتلة النيابية ل"الصحبي عتيق" حشّدت الجماهير للدفاع عنه قبل أن يشطبه الشيخ في لقاء باريس مع السبسي وسط ذهول القواعد. حركات بهلوانيّة في الفضاء أجادها الشيخ بمهارة لا يتقنها الشباب خلّفت مشهدا داخليا يمكن عنونته بشعار واحد "انضباط الغاضبين " و لكن هذا الانضباط لا يحكمه "عقيدة الانتماء" التي بدأت في الترهّل و لكن "فزّاعة الارتداد للسّجون" هي التي تؤجّل الحساب الى موعد زوال الخطر. في خضمّ هذا يبقى المشروع الاسلامي رهينة لدى طبقة سياسيّة احترفت تبرير الفشل الى أن يبعث الله من رحم هذا الحراك "أردوغان تونسي" يتجاوز ماكينة أربكان و ينشئ حزبا جديدا قوّته في ارتباطه بقيمة أساسيّة في الاسلام هي "خدمة الناس"