جمعت 3 وزارات.. جلسة عمل للوقاية من حرائق الغابات والمزارع لصائفة 2024    المنصف باي.. الكشف عن عملية سرقة باستعمال النطر والإحتفاظ بشخصين    كرة اليد.. الترجي يحقق فوزه الاول في بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس    استكمال تركيبة لجنة إعداد النظام الداخلي بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم    المنستير للجاز" في دورته الثانية"    جندوبة: حجز أطنان من القمح والشعير العلفي ومواد أخرى غذائية في مخزن عشوائي    عبد الكريم قطاطة يفرّك رُمانة السي آس آس المريضة    منوبة: حجز طُنّيْن من الفواكه الجافة غير صالحة للاستهلاك    بنزرت: القبض على تكفيري مفتش عنه ومحكوم ب8 سنوات سجنا    «لارتيستو»...الفنانة خديجة العفريت ل«الشروق».... المشهد الموسيقي التونسي حزين    ابداع في الامتحانات مقابل حوادث مروعة في الطرقات.. «الباك سبور» يثير الجدل    فضيحة في مجلس الأمن بسبب عضوية فلسطين ..الجزائر تفجّر لغما تحت أقدام أمريكا    بعد القبض على 3 قيادات في 24 ساعة وحجز أحزمة ناسفة ..«الدواعش» خطّطوا لتفجيرات في تونس    أخبار الترجي الرياضي .. أفضلية ترجية وخطة متوازنة    وزير الشباب والرياضة: نحو منح الشباب المُتطوع 'بطاقة المتطوع'    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    القصرين..سيتخصّص في أدوية «السرطان» والأمراض المستعصية.. نحو إحداث مركز لتوزيع الأدوية الخصوصيّة    توقيع مذكرة تفاهم بين تونس و 'الكيبيك' في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية    هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    تعاون تونسي أمريكي في قطاع النسيج والملابس    عاجل/ محاولة تلميذ الاعتداء على أستاذه: مندوب التربية بالقيروان يكشف تفاصيلا جديدة    معرض تونس الدولي للكتاب يعلن عن المتوجين    ماذا في اجتماع وزيرة الصناعة بوفد عن الشركة الصينية الناشطة في مجال إنتاج الفسفاط؟    عاجل/ هذا ما تقرّر بخصوص زيارة الغريبة لهذا العام    المعهد الثانوي بدوز: الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي يطلق صيحة فزع    عاجل/ تعيين مديرتين عامتين على رأس معهد باستور وديوان المياه    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    حالة الطقس خلال نهاية الأسبوع    الوضع الصحي للفنان ''الهادي بن عمر'' محل متابعة من القنصلية العامة لتونس بمرسليا    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    سيدي بوزيد: وفاة شخص وإصابة 5 آخرين في اصطدام بين سيارتين    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    عاجل/ كشف هوية الرجل الذي هدّد بتفجير القنصلية الايرانية في باريس    عاجل/ انتخاب عماد الدربالي رئيسا لمجلس الجهات والأقاليم    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    برنامج الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    نقابة الثانوي: وزيرة التربية تعهدت بإنتداب الأساتذة النواب.    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    عاجل: زلزال يضرب تركيا    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلام السياسي: التجربة التركية والتجربة التونسية؟
نشر في الحوار نت يوم 06 - 04 - 2014

زرت تركيا خلال فترة حكم نجم الدين أربكان سنة 1997 ثم عدت إليها خلال فترة حكم رجب طيب أردوغان سنة 2009، كما أني نشأت في تونس خلال فترة انتشار الحركة الإسلامية "حركة الاتجاه الإسلامي" ثم "حركة النهضة" سنوات الثمانينات (1979 – 1991) ثم عدت إلى تونس بعد الثورة سنة 2011، ويمكنني القول بأن هناك تشابه كبير في التجربتين التركية والتونسية من حيث التركيبة السياسية للمجتمع التركي والمجتمع التونسي ومن حيث تاريخ كلا البلدين، كما أن المجتمع التونسي والمجتمع التركي لا يختلفان اختلافا كبيرا من حيث التعدد والانفتاح والقمع الديني والسياسي الذي تعرض له كلا الشعبين.

والعَلَم التونسي لا يكاد يبتعد عن العَلَم التركي لما للبلدين من ترابط تاريخي منذ عهد الباي، حيث كانت تونس تابعة للأيالة من حيث الرمزية السياسية (الخلافة الإسلامية)، وكان للمذهب الحنفي (مذهب الخلافة العثمانية) دارا للإفتاء في تونس، كما ان مبادرات خير الدين التونسي نحو الإصلاح في أواخر القرن التاسع عشر كانت محل ترحيب من قبل الخليفة العثماني في قصره، ولكن لكثرة الفتن الداخلية وتعدد الأمراض في جسم الإمبراطورية، انتهى كرسي "الخليفة" إلى الانحلال وحل محل الرجل المريض (الخلافة) الدولة التركية الحديثة على يد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك في 1923.

وبعد أكثر من 30 عاما جاء دور الباي في تونس ليحل محله رئيس "الجمهورية" التونسية مؤسس الدولة البديلة الحبيب بورقيبة سنة 1957 الذي انتهج نفس النهج الأتاتوركي ولكن مع اختلاف بسيط يتعلق بطبيعة كل دولة، إذ أن تركيبة الدولة التركية جاءت من موروث الإمبراطورية العثمانية القائمة على الجيوش فأصبحت المعادلة في تركيا الحديثة ترتكز على الدولة-المجتمع-الجيش بينما قامت الجمهورية في تونس على معادلة الدولة-المجتمع-الحزب...

قامت الحركة الأتاتوركية وكذلك الحركة البورقيبية على مبدإ استيلاء الدولة على المؤسسات الدينية وإفراغها من محتواها، فوقع تغليب مبدأ القومية الطورانية (جمعية الإتحاد والترقي ثم تركيا الفتاة 1889 - 1906) على يد مصطفى كمال أتاتورك في مواجهة الخلافة الإسلامية، وتغليب مبدإ العلمانية وفصل الدين عن مؤسسات المجتمع على يد بورقيبة (الحزب الاشتراكي الدستوري) وذلك في مواجهة أثر التعليم الزيتوني على المجتمع المحافظ، بانفصاله عن الحزب الحر الدستوري القديم (1920 - 1934) بقيادة الشيخ عبد العزيز الثعالبي (1876 - 1944)... مما جعل ردة الفعل في كلا البلدين بحجم الراديكالية والعنف والاستئصال الذي تعرضت له كل من مؤسسة الخلافة في تركيا ومؤسسة الزيتونة في تونس.

1- علمنة المسيحية وتسييس الإسلام

قامت النهضة الأوروبية على خلفية التعارض الأساسي الذي كان بين العلم والمسيحية، فجاءت الحداثة كبديل فكري وفلسفي ومنهجي على سلطة الدين وأطلق العنان للعقل وانحصر الدين في مؤسسة الكنيسة، فنهضت أوروبا طبقا لرؤيتها الفكرية والفلسفية المتأسسة على العلم المجرد بعيدا عن الدين.

بينما ظلت الكنيسة تسيطر وتأثر على الحياة السياسية (ودولة الكيان الصهيوني أكبر مثال)، ومقولة فصل سلطة الكنيسة (رجال الدين) عن الدولة (الحكم) مقولة مغلوطة إذ سيطرة رجال الدين (مسيحيين أو يهود) وتوغلهم في دواليب الدولة وتأثيرهم في الحكم والقرار السياسي والقوانين المسيرة للمجمتع مازال ذا تأثير كبير إلى يومنا هذا، يكذب على الأقل مقولة فصل رجال الدين عن الدولة، إذ أكبر المؤثرين في السياسة العبرية اليوم هم رجال الدين، وإنما الذي وقع هو فصل العلم عن الدين وعن الكنيسة وهي العلمانية او ما يسمى بالحداثة.

ثم جاءت حركات الإسلام السياسي لتقدم ادلتها في بطلان تعارض العلم مع الدين (الإسلام) وقدمت بديلا فكريا وفلسفيا ومنهجيا في رؤيتها لثنائية السياسة والدين، فكان برنامجها إرجاع التديّن للسياسة (وليس الدين) أي بمعنى آخر إرجاع الدين لحياة الأفراد على المستوى الفردي والمجتمعي، لأن التديّن هو ما يفهمه المؤمنون من الدين وكانت هذه المقاربة منذ الثورة المحمدية الأولى التي مكنت من خلال هذا المزج بين التديّن والسياسة إلى أداء الفرد والمجتمع ومؤسسة المسجد والحاكم دوره الريادي في قيادة أمة وبناء حضارة الإسلام.

وتتالت دعوات المصلحين منذ ما قبل سقوط الخلافة العثمانية إلى ما بعدها بقليل (جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة وعبد الرحمان الكواكبي وحسن البنا) إلى إصلاح السياسة وإرجاع الروح الدينية في المؤسسات السياسية بعد أن انفصلت المؤسسات السياسية (الملك) عن المؤسسة الدينية (المسجد) منذ الفتنة الكبرى وجنوح خلفاء بني امية إلى الاستبداد السياسي وفصله عن المؤسسة الدينية (الخلافة الراشدة).

كما برهن المصلحون والمفكرون الإسلاميون على مبدإ فصل العقيدة عن المواطنة وقيام مبدإ حرية المعتقد في إطار الالتزام السياسي تجاه الدولة ومؤسسات الدولة، وهي مباحث خاض فيها مفكرون وباحثون عصريون ليبرهنوا عدم وجود دولة ثيوقراطية تحكم باسم الدين والعقيدة (وهي نظرة كنسية موروثة إما أن تكون مسيحيا او تقتل) وإنما الذي طالبوا به هو تحرير الدين والمؤسسات الدينية من قمع السياسة ومؤسسات الدولة.

2- تجربة كلا البلدين في خوض غمار السياسة

أ) التجربة السياسية لنجم الدين أربكان

لم تمض خمسة عقود على تشكل الدولة التركية الحديثة حتى برزت حركة الإسلام السياسي على يد مؤسسها نجم الدين أربكان في 1970 بتأسيس أول حزب بتحالف مع الحركة النورسية (وهي حركة صوفية نسبة إلى سعيد النورسي الكردي 1877 - 1960) الذي انحدر منها، ثم ليشارك في أول انتخابات عامة ويفوز بخمسين مقعدا كانت كافية له ليشارك في مطلع عام 1974م في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري (حزب أتاتورك)، حيث كانت اول تجربة في الحكم لحزب الإسلام السياسي التركي.

في صيف عام 1980م قدم حزب أربكان مشروع قانون إلى مجلس النواب يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، فكان ذلك مبررا للجبش للتدخل وإلغاء كل الأحزاب وسجن كل من الإسلاميين واليساريين وكان أربكان من بين من دخلوا السجن آنذاك، وبعد ثلاث سنوات خرج في إطار موجة انفتاح على الحريات في عهد حكومة أوزال، فأسس في العام 1983م حزب الرفاه، الذي شارك في انتخابات نفس العام لكنه لم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات، لكنه لم ييأس إذ واصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس أربكان حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيللر. لم يكتف أربكان بذلك، بل نشط عبر العالم الإسلامي، وحدد موعدا لمؤتمر عالمي يضم قيادات العمل الإسلامي، وباتت تركيا تتدخل بثقلها لحل مشكلات داخلية في دول إسلامية كما حدث حينما أرسل وفودا لحل خلافات المجاهدين في أفغانستان{1}.

في عام 1998م تم حظر حزب الرفاه وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000م. ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003م حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاه المنحل، وحكم على الرجل بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما {2}.

ب) التجربة السياسية لحزب النهضة في تونس

بعد تجربة من العمل الإسلامي الدعوي داخل المساجد خلال السبعينيات تقدمت حركة الإسلام السياسي في تونس سنة 1981 والمتمثلة في "حركة الاتجاه الإسلامي" للمطالبة بالترخيص لها بالنشاط كحزب سياسي ضمن دعوات الانفتاح السياسي التي اقتُرِحت على بورقيبة وعَيّن محمد مزالي كوزير اول لخوض غمار هذه التجربة، وبعد طلب الترخيص لها علنا، اعتبر بورقيبة ذلك تحديا له و"لدولته" قوبل مطلب حركة الاتجاه الإسلامي للاعتراف بها بموجة من المطاردات والاعتقالات زج بأغلب قياداتها في السجون، واستمر الوضع إلى صائفة سنة 1983 حيث أطلق سراح قيادات الحركة بعد تدخلات لوجوه وطنية، ثم إثر موجة الاحتجاجات المطلبية والنقابية في مطلع سنة 1984 خاضت حركة الاتجاه الإسلامي تجربة المواجهة جنب المنظمة الشغيلة الاتحاد العام التونسي للشغل في مواجهتها مع النظام.

ثم خلال سنة 1986 بدأت مواجهات طلابية بين الطلبة ورجال الأمن تفاقمت على إثر قيام مجموعة من شباب الاتجاه الإسلامي بتفجيرات في مواقع سياحية في كل من سوسة والمنستير لم تسفر عن ضحايا ولكن انتهت بحملة اعتقالات منظمة وممنهجة خلال ربيع وصائفة 1987 زج بكل قيادات وأعضاء وأنصار حركة الاتجاه الإسلامي في السجون، أطلق سراحهم بعد انقلاب الوزير الأول زين العابدين بن علي على بورقيبة في نوفمبر 1987.

انتظرت الحركة الإسلامية ذات الموروث الثقافي والحضاري الزيتوني ثلاث عقود منذ تأسيسها لتصل حركة الإسلام السياسي إلى اول تجربة لمنازعة الحكم إذ شاركت "حركة الاتجاه الإسلامي"، التي غيرت اسمها إلى "حركة النهضة" للتأقلم مع قانون الأحزاب، في الوفاق الوطني الذي نظم سنة 1988 الذي شاركت فيه كل الأحزاب )بما فيها "حركة النهضة" وليسفر عن تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في أفريل 1989، والتي زورت بعد أن فازت فيها القوائم المستقلة المدعومة من قبل "حركة النهضة" (التي لم تحصل على الترخيص القانوني)، ففي اول انتخابات جرت، بعد تجربة انتخابات 1982، زورت عند الإعلان على نتائجها لتعبر عن مدى نجاح تجربة الإسلام السياسي في الوصول إلى الناخب عبر دعوات المطالبة بالمصالحة بين الدين والسياسة كتجربة ديمقراطية أولى.

غادر زعيم "حركة النهضة" الشيخ راشد الغنوشي البلاد على إثر تزوير الانتخابات وانطلقت بعد خروجه حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركته شملت قرابة 16 ألف معتقل ومثلهم من المهجرين وقرابة الأربعين من الذين ماتوا تحت التعذيب او نتيجة الإهمال داخل السجون، ثم بعد ربع قرن من المطاردة (في محاولة لاستئصالها ضمن خطة "تجفيف ينابيع التدين") عادت حركة الإسلام السياسي لخوض غمار الحكم بعد الثورة الشعبية التي أطاحت في جانفي 2011 بديكتاتورية دولة الفساد وحزبها الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي الوريث الوحيد لحزب بورقيبة).

وضمن نفس معايير 1989، ووسط ساحة سياسية خالية من أحزاب سياسية منظمة أو ذات مصداقية، أعاد الشعب التونسي ثقته في الحركة الإسلامية التي عانت السجون والمعتقلات طيلة حكم النظام البائد، بفوزها في اول انتخابات حرة ونزيهة وشفافة نظمت في 23 أكتوبر 2011 لوضع دستور جديد لجمهورية ما بعد الثورة، وجاءت هذه النتائج لتعبر عن مدى حاجة الشعب التونسي، الذي مل من السرقة والنهب والفساد السياسي منذ 1956، إلى أيادي أمينة ونظيفة تحفظ أمواله وتتيح له فرص التصالح مع دينه وهويته، وكان الشعب يأمل في تحقيق طموحاته من خلال تجربة الإسلام السياسي المتمثل في "حركة النهضة" التي ظلت تجدد دعوات الحركة الإسلامية المطالبة بالمصالحة بين الدين والسياسة ومنع الجور والاستبداد.

3- الفارق بين التجربتين (النهضة والرفاه)

- الفارق الأول هو فارق زمني، إذ قام أتاتورك بإلغاء الخلافة وأعلن مكانها جمهورية تركيا العلمانية أو ما يعرف بالإعلان الدستوري سنة 1924، بينما قام بورقيبة بإلغاء منصب الباي وأعلن الجمهورية التونسية سنة 1957 ثم ألغى التعليم الزيتوني وأغلق الجامعة الزيتونية سنة 1960
- انطلقت اول شرارات العمل الدعوي للحركة الإسلامية في تركيا منذ السنوات الاولى للإعلان الدستوري (1923) على يد مؤسسها الأول سعيد النورسي، بينما انطلقت المواعظ الدينية والعمل المسجدي للحركة الإسلامية في تونس في أواخر الستينات في جامع الزيتونة، حيث شرعت شخصيّات إسلامية، منها الشيخ عبد القادر سلامة، ومحمد صالح النيفر، والشيخ بن ميلاد، في إلقاء محاضرات، ومواعظ، ودروس دينية، تلاهم الشاب عبد الفتاح مورو وراشد الغنوشي.
- قام نجم الدين أربكان أب العمل السياسي الإسلامي في تركيا بالتقدم لانتخابات 1969 كمرشح مستقل على مدينة قونية وفاز ودخل البرلمان وفي سنة 1970 جمع من حوله النواب الإسلاميين داخل البرلمان وكون بهم حزبا سماه "النظام الوطني" وهو اول حزب يعلن ارتباطه بالإسلام، ثم "حزب السلامة الوطني" سنة 1972... في حين كان اول ظهور للحركة الإسلامية التونسية بشكل علني تم عند أول مطلب للاعتراف القانوني بحركة الاتجاه الإسلامي في 6 جوان سنة 1981 على يد زعيم العمل السياسي الإسلامي راشد الغنوشي.
- أول تجربة للحكم الفعلي في تركيا كانت في 1974 حيث دخل أربكان في ائتلاف حاكم واستطاع الحصول على سبع وزارات مهمة -منها الداخلية والعدل والتجارة والصناعة، ثم مع "حزب الرفاه" كانت على إثر فوز قوائم أربكان في انتخابات 1995 ودخل بذلك أول تجربة في تشكيل حكومة عن طريق الائتلاف الذي ترأسه زعيم "حزب الرفاه" نجم الدين أربكان، بمشاركة حزب الطريق المستقيم سنة 1996، بينما ظلت الحركة الإسلامية في تونس بين المطاردة والتنكيل إلى ما بعد ثورة 2011، حيث فازت حركة النهضة في اول انتخابات حرة ونزيهة وشكلت حكومة الائتلاف (الترويكا) الأولى برئاسة حمادي الجبالي في ديسمبر 2011، تلتها حكومة علي العريض في مارس 2013 التي تخلت عن وزارات السيادة (الداخلية والخارجية والعدل) بعد ضغوطات وإملاءات المعارضة
- لم يكن في استطاعة أربكان تجاهل "إملاءات" الجيش التركي مما دفعه للاستقالة ليتم ما أراده الجيش في عام 1997 فيما سمّي "بالانقلاب الأبيض"، الذي اكتملت معالمه بحظر "حزب الرفاه"، وتقديم أربكان إلى المحاكمة العسكرية بتهمٍ كثيرة أهمها انتهاك علمانية الدولة، ليصدر قرارها بمنع أربكان من مزاولة النشاط السياسي لمدة خمس سنوات كاملة... وبنفس الأسلوب قامت المنظمة الشغيلة في تونس "الاتحاد العام التونسي للشغل" متحالفة مع أحزاب اليسار والمعارضة ورواسب الحزب الحاكم المخلوع "التجمع الدستوري الديمقراطي" قاموا بدفع الترويكا إلى الاستقالة لتحل محلها في جانفي 2014 حكومة تكنوقراط "مستقلة" برئاسة مهدي جمعة.

4- تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا

انضم رجب طيب أردوغان إلى "حزب الخلاص الوطني" بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاد نشاط أردوغان خاصةً في محافظة إسطنبول من خلال "حزب الرفاه" الذي تم تأسيسه في أوت 1983. وبحلول عام 1994 رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات خاصةً مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد.

فاز رجب طيب أرودغان برئاسة بلدية اسطنبول عام 1994 وعمل على تطوير البنية التحتية للمدينة وانشاء السدود ومعامل تحلية المياه لتوفير مياه شرب صحية لأبناء المدينة وكذلك قام بتطوير انظمة المواصلات بالمدينة من خلال انشطة شبكة مواصلات قومية وقام بتنظيف الخليج الذهبي (مكب نفايات سابقا) واصبح معلما سياحيا كبيرا وبهذه الطريقة استطاع أردوغان تحويل مدينة اسطنبول الي معلم سياحي كبير، لا يمكن أن يوصف ما قام به إلا بأنه انتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7%، بفضل عبقريته (كمتخرج من كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة) ويده النظيفة (كمتخرج من مدرسة تكوين الائمة) وبقربه من الناس (بصفته منحدرا من عائلة فقيرة) لا سيما العمال ورفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا {3}.

خلال فترة رئاسته بلدية اسطنبول حقق أردوغان إنجازات للمدينة، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة في عموم تركيا، لكن هذه الشعبية لم تشفع له حينما خضع لإجراءات قضائية من قبل محكمة أمن الدولة في عام 1998 انتهت بسجنه بتهمة التحريض على الكراهية الدينية ومنعه من العمل في وظائف حكومية ومنها طبعا الترشيح للانتخابات العامة، وكان سبب كل هذه العقوبات ما قاله أردوغان في خطاب جماهيري في نفس العام، حيث اقتبس أبياتا من الشعر التركي تقول (مآذننا رماحنا والمصلون جنودنا) {4}.

لم توقف هذه الحادثة طموحات أردوغان السياسية، لكنها ربما تكون قد نبهته إلى صعوبة الاستمرار بنفس النهج الذي دأب أستاذه أربكان على اعتماده، لذلك فهو اغتنم فرصة حظر "حزب الفضيلة" (الحزب الأخير لأربكان قبل حزب السعادة) لينشق مع عدد من الأعضاء، ومنهم رفيق دربه عبد الله غول، ويشكلوا "حزب العدالة والتنمية" في عام 2001، وخاض "حزب العدالة والتنمية" الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة، ولم يستطع أردوغان ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه وقام بتلك المهمة عبد الله غول، وتمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه {5}.

بعد توليه رئاسة الوزراء، عمل على الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع اليونان، وفتح جسورا بينه وبين أذربيجان وبقية الجمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا وفتح الحدود مع عدد من الدول العربية ورفع تأشيرة الدخول، وفتح أبوابا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا مع عدد من البلدان العالمية، وأصبحت مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2009، أعاد لمدن وقرى الأكراد أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورا، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية {6}.

5- المقارنة والفوارق بين الزعماء الثلاث (أربكان، الغنوشي وأردوغان)

- لقد نجح رجب طيب أردوغان ورفيقه عبد الله غول في أن يهدما بنية الاستبداد العلمانية الكمالية ذات البناء الثلاثي (الدولة، المجتمع، الجيش) إلى بنية ثنائية (مجتمع، دولة) هي شرط الديمقراطية والاختيار الحر والتداول السلمي على السلطة، وكان اتجاه الحزب العام في علاقة الدين بالدولة هو تحرير الدين من الدولة، وهو اتجاه مضاد لتوجُّه أتاتورك وبورقيبة ويتمثل في سجن الدين في الدولة{7}.
- تمكن رجب طيب أردوغان، من خلال تحقيق نجاحات عملية على الميدان وملموسة للمواطن التركي في موقعه كرئيس بلدية إسطنبول، تمكن من تجاوز شعارات سابقه أربكان والاقتراب إلى المواطن التركي العادي مما كون له قواعد من الشباب ومن الجيل التركي المختلف عن القواعد الإسلامية والملتحية التي تميزت بها قواعد أربكان، فكسر تلك الصورة النمطية للحركة الإسلامية التقليدية التي لا تقبل إلا الملتزمين والملتحين.
- انطلق رجب طيب أردوغان بقواعد متكونة من عامة الشعب التركي (وخاصة مدينة إسطنبول) ليؤسس حزبه الجديد "العدالة والتنمية" بأشكال مدنية حديثة، في حين كانت القواعد التقليدية التي انطلق بها نجم الدين أربكان منذ 1970 هي قواعد الحركة الإسلامية النورسية الملتحية والمتكلمة بالعربية كلغة ثانية بعد التركية مما يثير ذلك حفيظة الأتراك العلمانيين والمتعصبين للغتهم التركية
- عرف أردوعان من خلال قربه من كل اطوار الحركة الإسلامية التقليدية منذ سعيد النورسي أن معركة الجيش مع خصمه التقليدي نجم الدين أربكان تكاد تصبح معركة شخصية لالتصاق الصفة الإسلامية المهددة للعلمانية ولأركان الدولة الحديثة مع كل الأحزاب التي كونها أربكان، فقرر خلال فترة سجنه في 1998 أن ينشئ حزبا جديدا بعيدا عن الصورة النمطية للحزب الإسلامي التقليدي بزعامة أربكان.
- ظلت الحركة الإسلامية التقليدية في تونس بزعامة راشد الغنوشي تسيطر على المشهد السياسي الإسلامي بنفس القيادات ونفس القواعد، ولئن تغير الخطاب السياسي لزعامات "حركة النهضة" إلا أن القواعد ظلت على نفس الخطاب ونفس الشكل ونفس الهيئة، ومما زاد من استفزاز التيار العلماني في تونس هو ارتماء قواعد "حركة النهضة" طيلة فترة القمع والمطاردة (1990 – 2010) في أحضان المدارس السلفية خطابا وشكلا وممارسة.
- لئن اختلفت تجارب الممارسة السياسية وأطوارها في الحكم لكل من نجم الدين أربكان وراشد الغنوشي إلا أن طبيعة كل من "حركة النهضة" في تونس و"حزب الرفاه" في تركيا تظل متشابهة من حيث المنشأ والهدف والوسيلة، ألا وهي رسالة الحركة الإسلامية الدعوية وبنفس الأشكال التقليدية خطابا وممارسة، في حين يختلف المشهد مع أنصار أردوغان حيث لا ترى الملتحين وأصحاب الأقمصة الطويلة يمسكون لا بالمساجد ولا بالساحات العامة كما هو الحال في فترات حكم أربكان أو فترة حكم "حركة النهضة".

6- الخلاصات

لقد فهم رجب طيب أردوغان العداء التاريخي بين الجيش وبين قائد وزعيم الحركة الإسلامية التقليدي نجم الدين أربكان، وأن تركيا لن تخرج من هذا المأزق إلا بطمأنة الجيش بعدم المساس من التركيبة العلمانية للدولة من جهة، وبوضع حد لتغول الجيش وتدخله في السياسة من جهة أخرى، فكان عمله على المستويين بنفس الدرجة دون تهديد ودون انحناء، إذ عرف أردوغان كيف يستعمل القوانين التركية للحد من مخاطر الجيش وتدخله في سياسة الدولة، بعد أن طمئن معارضيه بأنه لن يمس من علمانية الدولة، ولكنه دافع عن حق الأتراك بمختلف أفكارهم في ممارسة السياسة، ومع عدم اتهام أردوغان مباشرة بالرجعية فإن الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر -وهو من أشد المدافعين عن العلمانية- اتهم حكومة أردوغان بمحاولة أسلمة كوادر الدولة العلمانية قائلا إن التهديد الأصولي بلغ حدا مقلقا، الأمر الذي رد عليه أردوغان بحدة قائلا إن "من حق المؤمنين في هذا البلد أن يمارسوا السياسة" {8}.

كما أن رجب طيب أردوغان انطلق من الناخب من موقعه كرئيس بلدية إسطنبول ليصل إلى الحكم (2003 – 2013) بينما راشد الغنوشي ونجم الدين أربكان استعملا موقعهما كزعماء حركة إسلامية ليصلوا إلى الناخب من خلال شعارات رفعتها الحركة الإسلامية في كل من تركيا وتونس، إذ وصل أردوغان من خلال تحقيق الأمن الغذائي وشبكة الطرقات والقنوات ومجاري المياه وشبكة المواصلات والميترو ليصل إلى الحكم من خلالها، بينما انطلق راشد الغنوشي من المساجد وبشر نجم الدين أربكان بنفس الشعارات لإقناع الناخب عبر الكتب والمواعظ والخطب والدروس.

ومما زاد في إضعاف حركة الإسلام السياسي في تونس امام خصومها من جهة، وكذلك امام ناخبيها من جهة أخرى، هو تهاونها في تحقيق الشعارات التي رفعتها من القضاء على الفساد والسرقة، ومتابعة الفاسدين الذين نهبوا البلاد على مدى ستين عاما، وتحقيق العدالة وتامين البلاد من مخاطر الإرهاب والفقر والبطالة، ومما زاد من تراجع ثقة الشارع التونسي في حركة الإسلام السياسي عموما هو تحالف "ثوار اليوم" (حركة النهضة) مع جلاديهم، مما لا يدع مجالا لفهم المواطن التونسي من تجاهل الجميع لمطالبه وركضهم نحو تحقيق مطامحهم في الحكم والسلطة مهما تعددت تبريراتهم.

لقد بدا واضحا مما لا يدع مجالا للشك أن شعارات الحركة الإسلامية ووسائلها مختلفة تماما عن وسائل وشعارات الحزب السياسي، ولقد نجحت تركيا في الخروج من رحم الحركة الإسلامية الدعوية إلى الحزب السياسي المدني ذو الوسائل والشعارات والهندام والشكل والهيئة المدنية والحزبية، والسياسة هي تحقيق الأمن والغذاء وتعبيد الطريق للناخب للوصول إلى تحقيق الاستقلال والسيادة للبلد وللشعب، وليس العكس.

بينما ظلت الحركة الإسلامية في تونس تخوض تجربة السياسة بالوسائل والتنظيم وآليات العمل والخطاب والهندام الدعوي والشعارات والمصطلحات الدعوية في سبيل الوصول إلى حاجيات الناخب من تعبيد الطريق وتحقيق الأمن والغذاء، والطريق المعكوسة لا تؤدي إلى نفس النتيجة، ومما زاد في تعفين الوضع لحركة الإسلام السياسي التونسي هروبها إلى الأمام وعدم تسريعها في طرح كل الإشكالات الفكرية والسلوكية والتظيمية لحراكها الحزبي بعد أن استفتت أبنائها نهاية شهر مارس 2014 لكي يفضي استفتاؤها إلى تأجيل الحسم في المسائل العالقة بتجربتها منذ آخر مراجعة لها في سنة 1983، فمتى تفهم الحركة الإسلامية (مهما ادعت أنها حزب سياسي) هذه المعادلة المعكوسة وتضع تونس على خط السير نحو الهدف دون مزيد من العناد وإضاعة الوقت؟

ومتى يتحرر الفكر السياسي الإسلامي (الشبابي خاصة) من التبعية والانقياد لما يخططه الكبار، ويفهم الدرس الأردغاني في تحقيق مكاسب الناخب على أرض الواقع وتحقيق السعادة الأرضية والدنيوية له قبل تنبيهه لتحقيق سعادته في الآخرة؟
وكما قال أبو الثوار أبو ذر الغفاري:" "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه"..؟؟!!.

المهدي بن حميدة، في 2 أفريل 2014
_______________________________
المراجع:
1. موسوعة ويكيبيديا
2. موسوعة ويكيبيديا
3. موسوعة ويكيبيديا، نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا"
4. رجب طيب أردوغان - الجزيرة
5. موسوعة ويكيبيديا
6. موسوعة ويكيبيديا
7. زهير إسماعيل في مقاله: السياسة والدين في تركيا وتونس - الجزيرة
8. رجب طيب أردوغان - الجزيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.