جريمة اخرى ترتكب في حقّ صفاقس … فبعد جريمة السياب في حقّ صحّة المواطن ورغم محاولات البعض تبرئتها من الجريمة عبر حملة إعلاميّة ممنهجة ومأجورة للأسف تاتي جريمة حرق التاريخ عبر حرق سور صفاقس العظيم والشريط المصاحب خير دليل على عمق المأساة وعلى صمت من يدّعون الدّفاع عن حضارة صفاقس وتاريخها ومجدها الضائع وسط اللامبالاة من جميع مكوّنات المجتمع المدني .. جريمة أخرى تعمّق مآسي هذه المدينة المنكوبة في ابناءها الذين غابت عنهم الغيرة وحبّ الدفاع عن أصالتنا وتاريخنا فصفاقس تحرق بأيد صفاقسيّة وامام مرأى ومسمع الصفاقسيّة والكلّ يسبّح بحمد اللامبالاة "وروحي روحي ولا يرحم من مات " إن مات تاريخنا فلا امل في مستقبلنا فأطفالنا الذين يشاهدون السّور وهو يحترق سيعتبرون ذلك منطقيّا ومقبولا في ظل غياب ثقافة المحافظة على الجذور ومن لا جذور له فلن يصمد امام الهجمة العاتية التي يتعرّض لها التاريخ العربي ككلّ . متى ستستفيق المنظمات التي تدّعى الدفاع عن التاريخ والآثار والمدينة العتيقة واين بلديّة صفاقس التي تتحمّل المسؤوليّة الرئيسيّة لما يحدث داخل البلاد العربي وحول اسوارها …والي صفاقس الذي لا يعرف صفاقس وأظنّ انه لم يلمس السّور ليشعر بما يحمله من عظمة هذه المدينة لم يحرّك ساكنا والطابور الذي يساعده في غفلة من ذلك ولعلّهم في شغل بأشياء اخرى غير مصلحة صفاقس الجميع يرغب في المحافظة على كرسيّه ومكاسبه وتموقعه وستضيع حضارة صفاقس بين اكداس الأوساخ والنيران التي تلتهم الحجر .. إستفيقوا وإعملوا وحافظوا على ما حافظ عليه أجدادكم فإن نيرون موجود في صفاقس وقد نحترق كلّنا معه ..