صفاقس وحقوق الإنسان ؟ لا توجد نقطة إلتقاء بين هذين الإسمين فسكّان صفاقس لا يتمتّعون بأبسط الحقوق وخاصّة منها الصحيّة والبيئيّة فمدينة التلوّث بإمتياز لا حق لسكّانها في الهواء النقيّ ولا في الماء العذب النظيف ولا في أسماك بحريّة غير ملوّثة ..التلوّث يحيط بنا من كلّ حدب وصوب فعادمات السيّارات تنفث في سماء المدينة دخانا رهيبا يتّحد مع ما تنقثه مداخن المصانع لتتّحد مع سموم السياب وينتزعون حق الصفاقسيّة في هواء نقيّ فان أي حقوق تتحدّثون ؟ الصحّة العموميّة في مدينة صفاقس " متعبة اصل " فلا تجهيزات في حجم المدينة لتواكب التطوّر العلمي الكبير لأبناء المدينة ولا ادوية متوفّرة إضافة إلى الإضرابات المتكرّرة التي اضرّت بالقطاع ككلّ دون الدخول في شرعيّة الإضراب من عدمه دفاعا عن حقوقهم فأين حقوق المرضى وأين حقوق الإنسان ؟ أين حق المواطن الضعيف المسحوق تحت ثقل الأسعار وغلاءها ؟ أين حقّه في ان يعود يعود بقفّة عاديّة إلى منزله لا أن يعود بدمعة من قهر المضاربين والمستكرشين وأثرياء الثورة امام صمت الحكومة وادعياء الدفاع عن حقوق الإنسان ؟ أليس هذا حقّه الطبيعي في حياة كريمة قبل أي حق آخر من الحقوق الكثيرة ؟ أليس حق الحياة أقدس من حق الزواج المثلي وحق الزواج العرفي وزواج المتعة ؟ هذه هي الحقوق الواجب الدفاع عنها بكلّ ضراوة وشراسة لأن جميع الحقوق الأخرى تضيع امام الحق في الحياة والمواطن في صفاقس وفي تونس يدافع عن حقّه في البقاء لان التلوّث البيئي والتلوّث الاخلاقي والتلوّث السياسي والإقتصادي أرّقه وأذهب عنه النّوم فلنحقّق له هذه المطالب البسيطة قبل ان ندمع عينيه من الحديث في حقوق أخرى …. وللحديث بقيّة