انتقد مثقفون واعلاميون ونشطاء مجتمع مدني في صفاقس اداء المنظومة الاعلامية في تونس خلال فترة ما بعد الثورة وذلك في لقاء حواري انتظم امس بقاعة الافراح البلدية بالجهة مع الصحفي صالح عطية تحت عنوان "الثورة ومنظومة الدعاية الاعلامية" ووجه جل المتدخلين ضمن هذا المنبر الحواري المندرج في اطار احياء ذكرى مسيرة 12 جانفي في صفاقس التي سرعت برحيل بن علي من تونس سهامهم لبعض مؤسسات القطاع الاعلامي وبعض رموزها من الاعلاميين متهمين اياهم بالوقوف وراء ما اسموهم ببارونات الثورة المضادة وبتحمل المسؤولية في عدم ارتقاء الاعلام الى مستوى انتظارات المواطن واستحقاقات الثورة على حد تعبيرهم كما انتقدوا عدم التوصل الى حد الان في تونس الى تفكيك المنظومة الاعلامية القديمة ومعالجة القضايا والاسباب الحقيقية التي تقف وراء تواصل تردي وضعها حتى بعد تحقق مطلب الحرية الذي كان ابرز مطلب للصحفيين قبل الثورة وقد رد الاعلامي عن اذاعة صفاقس مراد قطاطة على هذا الموقف المتهم للاعلام بخدمة رموز الثورة المضادة بالتاكيد على ان الصحفي مطالب بان يكون خاضعا فقط لمقتضيات ومعايير وضوابط المهنة الصحفية المعمول بها دوليا والتي يقع تدريسها في جامعات وكليات ومؤسسات تعليم الصحافة والاعلام والاتصال وحمل المثقف والنقابي نجيب فلاح مسؤولية التقصير في عدم اتخاذ الاجراءات المطلوبة لمجابهة الوضع المتردي للاعلام للترويكا التي لم توفر في تقديره اساسيات وظروف سانحة لانتاج اعلام بديل عن منظومة الاعلام القديم الذي راوح مكانه ولم يتغير حسب قوله. ودعا صالح عطية في رده على التدخلات الى ضرورة توحيد كل التونسيين والصحفيين والناي بالاعلام عن كل التجاذبات والنعرات لبناء منظومة اعلامية وطنية ترتقي الى انتظارات المواطن بعيدة عن التوظيف السياسي وعن خطاب التباغض والاحقاد مع تحكيم معايير العدالة الانتقالية على الفاسدين عبر المحاسبة ثم المصالحة واكد على ان عملية اعادة البناء تقتضي الاهتمام اكثر بجوانب تكوين الصحفيين وتدريبهم وانشاء قوانين جديدة للمهنة الصحفية باتجاه دعم الحريات وتحسين ظروف عيش الصحفيين واعادة النظر في منظومة الاعلام الجهوي الذي لم يتمكن الى حد الان من تحقيق النقلة المطلوبة بالاضافة الى مجابهة خطر التدخل الاجنبي الذي بدا ينفذ الى داخل المؤسسات الاعلامية والى اخطار توظيف السياسة والمال في المجال الاعلامي