في أولى حلقات البرنامج الموعود لسمير الوافي و الذي عنونه تحت مسمّى لمن يجرؤ فقط ، كانت حلقة ساخنة و ذات مردود أكثر من مُقنع بل كانت حافزا مهمّا لكثير من الحراك و سيلان الأقلام ،،، و في الحلقة الثّانية وباعتبار تشكيلة الضيوف المتنافرة التوجّهات و وجود الشيخ راشد الغنوشي في كرسي الضيف الرئيسي كان المتابعون يرتقبون حدوث المفاجآت بل تصوّروا حلقة تنبش في كثير من الزوايا و تطلعهم على ما خفي لتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ،، انتظر المشاهدون أن تكون الحلقة ذات صبغة ساخنة حيث يربك فيها الضيف الرئيسي و تحاصره أسئلة الضيوف الذين كانوا من مختلف المشارب و أظهروا سابقا في بلاتوهات أخرى شيئا من الحماسة و لامسوا شراسة في مداخلاتهم بقطع النّظر على ماهيّتها و نوعيّتها ،،، حيث كان من الضيوف محمود البارودي عضو المجلس التأسيسي و إبن النّهضاوي و الذي من المفترض أنّه يحمل في جعبته ملفّات أقلّ ما توصف بأنّها محرجة و ذات مرجعيّات ثابتة و موثّقة و كذلك حصريّة ،،، لكنّ الرّجل و منذ السؤال الذي امتد كيلومترات- كما علّق منشّط البرنامج – ظهر عليه تشتت في تجميع معلوماته و زاد تشتّتا لمّا فنّد الشيخ الغنّوشي الوثيقة التي استظهر بها و أراد في محاولة يائسة حشره بها في الزّاوية ، لكن الشيخ و بدهائه المتميّز أصابه في مقتل ، بل ربّما كانت خسارته من حيث لم يرتقب ..! كذلك فريد الباجي الذي أراد في كثير من الإستضافات و المنابرأن يقنعنا أنّه الرّجل الذي لا يشقّ له غبار في تحليل و تشخيص بعض المشاكل المتّصلة مع أنصار الشريعة و أنّه صاحب نظريّة الحلول الجذريّة ،، كما أنّه ربّما له ما يؤاخذ عليه حركة النهضة أو على الأقلّ يتحفّظ ، غير أنّه من سؤاله الأوّل و الذي لم يحدث الإحراجَ الذي يؤسّس و يبني عليه برنامج لمن يجرؤ فقط فضلا عن أنّه لم يأت بجديد ، كما أنّ فريد الباجي أيضا لم يستطع أن يجمّع أفكاره و لم يبْد جرأة لمجرّد التركيز تُجاه الشيخ راشد الغنّوشي ، ثمّ لاذ بصمت لازمه حتّى نهاية الحلقة .. أمّا مقداد السّهيلي و الذي عوّدنا بحدّة مداخلاته و بعض سلاطة لسانه أحيانا والذي كان منتظرا منه أن يضفي على جوّ الحلقة شيئا يخرجها من دائرة الهدوء ،، لكنّه و برغم استفزازات سمير الوافي له بدا الرّجل وديعا مسالما متمسّكا ((بسيدي الشيخ )) في رمزيّة طيّبة لكن ليس بتلك الصيغة العدديّة الحشريّة ، ثم حاول أن يغلّف بطريقة باهتة عرضه لخدماته بتعلّة حاجة الثورة و السّياسة إلى الفنّ و أهله ، غلاف لم يرتق إلى تغطية الحقيقة … أمّا منشّط البرنامج و الذي يُعرف عنه مسبّقا تعاطفه مع حركة النّهضة و انبهاره برئيسها ، لم يظهر في هذه الحلقة ذاك المحاور الشرس و الذّكيّ و المحرج لضيوفه و لم يظهر منه اجتهادا بيّنا في محاصرة ضيفه الرئيسي كما عوّدنا بذلك و مع ضيوف آخرين ،،، بل اكتفى بحوار عادي لم يلامس أمّهات قضايا البلاد و لم يفتح أرشيفات حركة النّهضة و لم يسلّط الضوء على مكانة و فاعليّة و تواجد حركة النهضة و رئيسها في مفاصل دولة ما بعد الثّورة … هكذا بدت الحلقة الثانية من برنامج لمن يجرؤ فقط عادية جدّا ، باهتة ،، كانت حلقة لايت و على المقاس ..!