الحديث عن المخدّرات كان من الممنوعات في السابق وحتّى تدخين سجارة كان يتطلب جرأة كبيرة وخروج عن نواميس المجتمع والآن ساءت الأمور وأصبح الحديث عن الزطلة والكولّة والحبوب المخدّرة يتردّد في كلّ مكان وكانه شيء عادي أو اكثر من عادي وحتّى الاغاني الشبابيّة أصبحت تستعمل هذه الالفاظ مما ولّد في نفسيّة الشباب نوعا من التعايش المنطقي بين المسموع والملموس , والإحصائيّات الاخيرة تبعث حقّا على والرعب الخوف على مستقبل الأجيال القادمة حيث أصبح تعاطي المخدّرات حتى في صفوف أبناء المعاهد امرا مألوفا وتتحدّث عنه وسائل الإعلام والندوات دون البحث عن الاسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة . أمام معاهدنا في صفاقس إنتشرت عادة التدخين بكثرة حتى في صفوف الإناث والملفت للإنتباه التباهي من طرفهم في مسك السيجارة وتدخينها امام الكهول والشيوخ وهي بداية الإنحراف الحقيقي نحو المخدّرات أمام سلبيّة العائلة وتخليها عن مسؤوليتها الكبيرة في حماية الطفل من العادات السيئة ومن خلو البرامج التعليمية من عمليّة التثقيف ولفت إنتباههم إلى خطورة هذه الممارسات وكم من ولي صدم عندما بلغ إلى علمه أن منظوره مدمن سجائر أو مخدّرات . وقفة تأمال اكثر من مطلوبة في ظل التسيّب والتفكّك الذي تعيشه العائلة وغياب المراقبة لإنقاذ شباب الغد من آفة الإدمان وإن كنّا لا ننفي بعض المحاولات التي تقوم بها بعض المعاهد والإعداديات .