اكتسحت البناءات العمودية مدينة صفاقس بشكل فضيع أثّر على الخصوصية التي كانت تعرف بها بعض المناطق كطريق الأفران والعين ومنزل شاكر وغيرها والمعروفة بإنتشار الفيلات والمساحات الخضراء المحيطة بها والتي ذهب أصحابها ضحيّة الإغراءات الكبيرة التي يقدّمها أصحاب مقاولات البناء والباعثون العقاريون لتفقد صفاقس ميزتها ويفقد بعض من رفض البيع الهواء العليل والشمس التي تحتجب بفعل البناءات الشاهقة فأين مثال التهيئة العمرانيّة لمدينة صفاقس والبلديّات المتفرّعة عنها وهل أصبح الربح المادّي هدفا تستعمل جميع الطرق في سبيل تحقيقه حتّى ولو كان ذلك على حساب تاريخ وجماليّة وبيئة صفاقس ؟ هذه العمارات إنتهكت الخصوصيات وكشفت العائلات ويكفي أن نذكر أن إحداها تعلقت بها 156 قضية من أجل منعها من مواصلة الأشغال بعد أن فتحت مئات الشبابيك على الفيلات المحاذية والأغرب أنها أي هذه العمارة تستعد لفتح مغازة من جملة مبيعاتها الخمور سؤال يوجّهه المواطن في صفاقس لكلّ من امضى وثيقة تسمح بإقامة عمارة في منطقة تعتبر تاريخيّا منطقة فيلات ينعم فيها اصحابها بالهواء الطلق وتكون متنفّسا لمدينة مختنقة لماذا هذا السيل العارم من العمارات الآن بالذات أي في زمن المؤقت أليس للإنفلات من الرقابة والعبث بالقانون وبالمدينة؟؟؟؟؟