ظهر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على التلفزيون الحكومي للمرة الأولى منذ بدء الحملة للانتخابات الرئاسية، المقررة في 17 أبريل المقبل، والتي يخوض بوتفليقة غمارها وينافس فيها خمسة مرشحين آخرين، أبرزهم رئيس حكومته الأسبق علي بن فليس. واستقبل بوتفليقة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. وقدم قايد صالح لبوتفليقة عرضا شاملا عن الوضع الأمني في البلاد والتطورات الأمنية على الحدود. وفي السياق نفسه، استقبل بوتفليقة وزير الدولة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، الذي عُيّن في هذا المنصب في 13 مارس الماضي. وقال التلفزيون الرسمي إن "الرئيس بوتفليقة أعطى خلال هذا الاستقبال التوجيهات الضرورية لمدير الديوان الجديد في إطار المهمة التي أوكلت له". ظهور وأسئلة ويطرح ظهور الرئيس بوتفليقة في نشاط رسمي في معترك الحملة الانتخابية أسئلة كثيرة عن مشروعية هذا الظهور من الناحية القانونية كون الرئيس بوتفليقة يحوز الآن صفة المرشح للانتخابات. وفي هذا السياق اعتبر علي صديقي، ممثل المرشح علي فوزي رباعين، أن "ظهور الرئيس بوتفليقة محاولة لاستدراك غيابه عن المشهد الانتخابي، ورسالة سياسية لإقناع الناخبين بقدرة بوتفليقة على إدارة شؤون البلاد"، إلا أنه اعتبر أن "المحاولة هذه لا تخلو من الالتفاف لاستخدام وسائل إعلام عامة لصالح الرئيس المرشح". ومن جهته قال المرشح موسى تواتي إن "ظهور الرئيس بوتفليقة على التلفزيون العمومي بصفته رئيساً للجمهورية في عز الحملة الانتخابية، يُعدّ تجاوزاً خطيراً، لأنه لا يحق له ذلك". وأشار إلى أن "الرئيس بوتفليقة أصبح يقوم بحملة انتخابية بالوكالة، وباستخدام كل الإمكانيات الرسمية المتاحة". ويعتقد مراقبون أن الظهور التلفزيوني للرئيس بوتفليقة، الذي أعلن مدير حملته الانتخابية عبدالمالك سلال أنه لن يحضر أي تجمع انتخابي، قد يأتي في سياق طمأنة الناخبين بشأن صحته وتعافيه من الوعكة الصحية التي ألمت به قبل سنة وأقعدته 81 يوماً في مستشفى فرنسي.