تستدعي المدن القديمة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسّط عناية فائقة لحمايتها من التّلاشي كما تحتاج إلى تصوّرات جديدة لترقية حياة المواطنين بها حتّى لا يهجروها، هذه المدن التي شهدت على مرّ القرون حياة الأجداد وكانت فضاء متميّزا للنّسيج الاجتماعي. ولكنّ ظواهر سلبيّة عديدة بدأت تجتاح هذه المدن التّاريخيّة وشرعت في تغيير مشهديّتها إضافة إلى تعكير صفو الحياة فيها، وذلك ما دفع جهات مختلفة لوضع مشروع ينهض بوضع هذه المدن ويختصّ بمشكل من مشاكلها المستحدثة وهو مشكل النّفايات وكيفيّة إدارتها للحدّ من تلوّث البيئة المدينيّة. ويتنزّل هذا المشروع الذي يهتمّ ب"معاضدة المدن القديمة لحوض البحر الأبيض المتوسّط"(SMOT) في إطار دعم من الاتّحاد الأوروبي وشراكة مع الهيئات البلديّة وجامعة صفاقس، وأسندت إدارة المشروع لصالح الشّركة البلديّة SADECO بمدينة قرطبة الإسبانيّة. ومن أهم أهداف المشروع المساهمة في الحدّ من عوامل الخطر على البيئة بفضل تطوير إجراءات إدارة النّفايات الحضريّة في المدن القديمة في حوض البحر الأبيض المتوسّط والمساهمة في إيجاد حلول مستدامة في مجال إدارة النّفايات في مراكز المدن التّاريخيّة. ويضمّ المشروع تسعة شركاء من خمس دول متوسّطيّة، وينبني المشروع على المدن التاريخيّة بهذه الدّول فيشمل المشروع من تونسالمدينة العتيقة بمدينة صفاقس، ومن إسبانيا المدينة العتيقة بقرطبة، ومن إيطاليا مدينة أراجوسا، ومن الأردن مدينة السّلط، ومن مصر مدينة الاسكندريّة. وتتعاون على إنجاز هذا المشروع مؤسسات أكاديميّة وإداريّة مدعومة بالهيئات الاقتصاديّة والاجتماعيّة المحليّة لهذه البلدان. وقد أعلن عن انطلاق المشروع في مدينة "السّلط" الأردنيّة التي شهدت بلديّتها أشغال الإعلان الرّسمي أيام 4و5و6 مارس 2014 بحضور ما يقارب الخمسين مشاركا من بينهم مسؤولين من البلدان المشاركة. وقد مثّل تونس كلّ من بلديّة صفاقس وجمعيّة البحوث الاقتصاديّة والتّنمية الاجتماعيّة اللّذين عرضا المهام التي سيقع إنجازها من قبل الجانب التّونسي. وقد قام جلّ المشاركين في حدث الإعلان عن انطلاقة المشروع بالتّعرّض للخطوات المستقبليّة للمشروع وتحديد الآفاق المنتظرة خلال السّنتين القادمتين.