حقا غريب أمر بلدياتنا في تعاملها مع الاف السكان في عديد المناطق ومن ضمنها زنقة دمق بطريق منزل شاكر في مستوى الكيلومتر الثالث والنصف. الغرابة تكمن في مستويين: الاول عندما تجد ان هذه الزنقة التي تمتد على نحو كيلومترين كاملين تتخبط في آن واحد من تدهور البنية الاساسية ولا سيما حالة الطريق المزرية ومن تراكم الفضلات والمصبات العشوائية. اما المستوى الثاني من الغرابة التي يشعر بها كل المارين من هذه الطريق (وما اكثرهم) وخاصة منهم سكانها فمرده تواصل تناسيها من قبل البلدية والمصالح المعنية بخدمات التطهير والغاز الطبيعي وغيرها لسنوات طوال… ان تعجز البلدية على تعبيد هذه الطريق التي عبد شطرها منذ زمن بعيد جدا (منذ حوالي 30 سنة) ولا زال الشطر الثاني في حالة انتظار أبدي فقد نتفهم ذلك لاعتبارات "الميزانية" و"التقشف" و"المرحلة الانتقالية" وما الى ذلك من المبررات.. أما ان تعجز على سد الحفر بحفنات من الخرسانة او مسح الجزء الترابي بالة ماسحة بعد ان فعلت بها الامطار ما فعلت فذلك والله امر مخجل وغاية في الاستخفاف بمواطنين يؤدون واجبهم الجبائي (سيارات ومنازل ودكاكين) ولهم نفس حقوق وواجبات مواطنين آخرين يتمتعون بخدمات التعبيد الرفيع والرصيف والإنارة والحاويات والغاز الطبيعي… أغرب من الغرابة ان تتولى مصالح الدولة ربط الطريق الذي يأتي قبلها (البرنوس) والطريق الذي يأتي بعدها (القنزول) بشبكتي التطهير والغاز الطبيعي وتتجاهل زنقة دمق والحال ان ثلاثتهم ينتمون الى ذات المنطقة ولهم خصائص ديمغرافية وطبيعية مشتركة منذ زمن بعيد حتى ان عددا من العائلات المعروفة في صفاقس تنقسم جغرافيا بحيث يسلك عدد من أسر العائلة الواحدة هذه الزنقة ويسلك الجزء الاخر من نفس العائلة الزنقة الثانية.. فكيف نفرق في إسداء خدمات المرافق العمومية بين الأسر والافراد المتجاورين للعائلة الواحدة ؟ اقول في الختام ان مثل هذه "الزناقي" هي السواد الاعظم لجهة صفاقس ومتساكنوها هم من يعمل ويكدح ويصنع الصورة الناصعة والسمعة المميزة "للصفاقسية" في تونس والخارج وهم من ساهم في صنع الثورة وحرسها في الفترات الصعبة والحالكة..فهل جزاء الإحسان الإساءة؟ فإلى متى هذه الإساءة؟