رفضت أحزاب تونسية دعوة حركة النهضة للتوافق العام على مرشح لرئاسة البلاد، ورأت فيه سعيا من الحركة لفرض هيمنتها عبر ترشيح الشخص الذي يتوافق مع توجهاتها ومصالحها لحكم تونس مثلما حدث في انتخابات 2011 عندما تم الاجماع على المنصف المرزوقي، في وقت قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بأنه ليس للحركة «فيتو» ضد اي شخص وأكّد أنه من الممكن أن تدعم ترشيح زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي لمنصب الرئيس إذا حصل توافق حول شخصه. ويقوم الغنوشي بزيارة إلى باريس حيث عقد عددا من اللقاءات مع مكونات من المجتمع المدني في فرنسا التي وقفت خلال فترة النضال ضد ابن علي مع ضحايا القمع ومع النشطاء السياسيين والحقوقيين التونسيين ضد الدكتاتورية حيث دعاها الى الاستمرار في دعم تونس في تجربة انتقالها الديمقراطي. وفي حوار صحافي في فرنسا تحدث زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي عن التوافق الذي تم التوصّل إليه بخصوص تنظيم الانتخابات. وتحدّث الغنوشي أيضا عن مبادرة النهضة بخصوص ترشيح شخصية توافقية لمنصب رئيس الجمهورية وحظوظ النهضة في الانتخابات المقبلة وأشاد الغنوشي بالتوافق داخل الحوار الوطني بخصوص تقديم الانتخابات التشريعية على الرئاسية مشيرا إلى أن البناء الديمقراطي يبدأ بالبرلمان. واستعرض مبادرة الحركة بخصوص ترشيح شخصية توافقية لمنصب رئيس الجمهورية وصرّح بأن الحكم في الديمقراطيات الناشئة يستوجب التوافق بالأساس. فيتو وقال بأنه «ليس للحركة فيتو ضد اي شخص» وأكّد أن النهضة من الممكن أن تدعم ترشيح زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي لمنصب الرئيس إذا حصل توافق حول شخصه مشدّدا في المقابل على أنه ليس معنيا بأي منصب سياسي. وأكّد أن حظوظ النهضة في الانتخابات المقبلة ستكون كبيرة وقال «نحن في جميع الحالات نسعى لحكم تشاركي فلا يمكن لأحد أن يهيمن على الحياة السياسية في الديمقراطيات الناشئة حتى لو حظي بأغلبية»، مضيفا بأن «النهضة لن تحكم أبدا بمفردها». في غضون ذلك، أجمعت أحزاب سياسية تونسية على رفض مقترح حركة النهضة للتوافق العام على مرشح لرئاسة البلاد، وتساءل بعض منتقدي المقترح عما إذا كانت النهضة لا تزال تمتلك رصيدا شعبيا حقيقيا يسمح لها بمصادرة حق الناخب التونسي، في حين رد البعض المقترح الى رغبة النهضة في فرض رئيس على التونسيين يكون متوافقا معها سياسيا وإيديولوجيا، وتكون لها وصاية عليه بعد أن تكون صاحبة الفضل في ترشيحه. رفض جماعي وأكد رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، خلال لقاء مع جمعية الصحافيين الأجانب بتونس انه «لا مجال للتحالف مع حركة النهضة نظراً إلى الاختلاف في المشروع المجتمعي لكلّ منهما» مشدداً على ان ذلك لا يعني العداء بينهما. وفي ما يتعلق بإمكانية التحالف معها بعد الانتخابات، قال السبسي ان هذا الأمر يحدّده الناخبون. منح الشعب الاختيار من جهته قال الناطق باسم التكتل الديمقراطي للعمل محمد بالنور إن «الأحزاب يجب ألا تعوض الشعب في اختياره لرئيس الجمهورية وإن قواعد الديمقراطية تقتضي بأن ينتخب الشعب انتخابا حرا أحد المرشحين للرئاسة». كما اعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي أنّ دعوة حركة النهضة للتوافق حول مرشح لرئاسة الجمهورية متناقضة مع روح الديمقراطية التي من بين أهم شروطها حق الترشح لكل مواطن. في غضون ذلك، قال القيادي في الجبهة الشعبية والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي منجي الرحوي إن «ترشيح شخصية للانتخابات الرئاسية القادمة هو عبارة عن طعم ومغازلة جماعية للشخصيات السياسية، التي لا تملك رصيدا انتخابيا أو برنامجا واضحا ولها في نفس الوقت طموح للوصول إلى قصر قرطاج».