يبدو ان الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد القى بظلاله على واقع كرة القدم في تونس بشكل لافت فأصبحت جميع الاندية الرياضية تصارع من اجل ان تكون نتيجة عدّة عوامل تراكمت و اجتمعت لتكون عائقا امام تطوّر الرياضة و بقاء الاندية على " قيد الحياة" فباستثناء ‘ او 5 اندية كبرى معروفة للجميع تعاني البقية الافلاس و التهميش و عزوف الجماهير و خصوصا غياب التمويل و الدعم من قبل الخواص و حتى المؤسسات الرسمية كالبلديات و وزارات الاشراف . فلا يمر يوم دون ان نسمع حكاية عن اندية الهواية التي اصبحت تتخبط في الديون و ما ان تصعد درج سلّم الارتقاء الى القسم الموالي حتى تعود بسرعة البرق فلا اموال و لا مسؤولين قادرين على التسيير في غياب الدعم . و بما ان الاندية الصغيرة بعيدة عن اضواء الاعلام فان مشاكلها تفاقمت و حكايتها مع الحكام متواصلة لعلّ اخر مهزلة عاشها فريقي هلال الشابة و الاهلي الصفاقسي تدل بوضوح على وجود خور كبير و تهميش فاق حدّه بعد تعيين حكمين لإدارة نفس اللقاء و هي حادثة تحصل لأول مرة على الاطلاق في تاريخ الرياضة منذ الاغريق حتى الان و لو ان الامر يخص فريقين من الدرجة الاولى هل كان ليحصل ما حصل. الاعلام في قفص الاتهام و علاوة على افلاس النوادي و لخبطة البرمجة و غياب مخططات واضحة يبقى للإعلام ايضا دوره حسب العديد من مسؤولي هذه النوادي الصغرى . فلإعلام بكل وسائله يهتم بكل اخبار و مشاغل النوادي الكبرى بينما يهمش و يغيّب النوادي الصغرى و لهذا الغرض نظّمت دار الشباب بعقارب يوما اعلاميا دعت اليه ثلة من الوجوه الاعلامية في صفاقس على غرار مهدي قاسم و فتحي الصامت و فاخر بن عبد القادر و غيرهم لمناقشة واقع الاندية الهاوية من خلال الاعلام و تم تسليط الضوء على حضور الاندية الهاوية في الاعلام . و قد تم اعتماد كوكب عقارب كنموذج و بالطبع كانت كل الآراء بل اغلبها تتحدث عن غياب مشاكل الاندية الصغرى من مرايا الاعلام . لكن المؤسف ان يغيب بعض مسؤولي النوادي الصغرى عن مثل هذه الملتقيات التي يمكن ان تفيد الرياضة و تنهض بالنوادي الصغرى و تساعدها عن طرح مشاكلها و مشاغلها . فكم من ناد صغير عوقب بلا ذنب و كم لاعب تم الاعتداء عليه و كم من مظلمة مرت في صمت . غير ان المطلوب من كل الاطراف المتداخلة في المشهد الرياضي ان تسلط الضوء على الاندية الهاوية حتى لا تندثر و المطلوب ايضا من سلطات الاشراف ان تضاعف الدعم المالي و المطلوب ايضا من وسائل الاعلام خصوصا المرئية منها ان تواكب كل انشطة هذه النوادي .