لم يكن الفنّي الهولندي رود كرول علامة وضاءة في سماء التدريب إفريقيّا او عالميّا والدليل انه قبل جراية من النادي الصفاقسي تعتبر تافهة قياسا بجرايات المدربين المعروفين ولانه يعلم أن النادي الصفاقسي مدرسة في كرة القدم وارضيّة خصبة لصنع فريق ممتاز وهو الذي عاين اللاعبين وإقتنع انهم يتمتّعون بمخزون كروي بكر يمكن تفجيره وفعلا تمكّن من ذلك لان المادّة الخام كانت موجودة وعرف كيف يستخرج منها فريقا متكاملا وقد تكون هذه نقطة قوّة كرول مع هيئة متعاونة ومتجانسة وجمهور وفي ومتخلق وذوّاق وصبور وجوّ عام قليل المشاكل والتنبير ولكنّه رمى بكلّ هذه الإمتيازات عرض الحائط وفكّر بطريقة التاجر والإمتيازات الماليّة وإبتعد كلّ البعد عن النواحي الفنيّة التي قد تضمن له مستقبلا كبيرا وإنتقل إلى الترجي الرياضي أين إصطدم بحقيقة كانت غائبة عن ناظريه وهي الإنقسام بين أفراد الهيئة ووجود كتلتين واحدة تسانده وأخرى تساند ديسابر لينقسم اللاعبون أيضا بين مؤيّد ومعارض لتضيع مصلحة الترجي بين كل هذه التجاذبات وتنتصر مجموعة ديسابر بالضربة القاضية لتقضي على ما تبقى من آمال كرول في صنع فريق يضاهي النادي الصفاقسي وغاب عنه أن ما توفّر له في صفاقس لن يجده حتى في الترجي الرياضي التونسي الفريق العتيد والكبير والذي يشهد منذ سنتين تجاذبات كبيرة على المستوى الفنّي أدت إلى الإستنجاد بأكثر من خمسة مدرّبين … النادي الصفاقسي لم يخسر جرّاء مغادرة كرول بل وجد في حمادي الدو خير معوّض رغم الاخطاء التي إرتكبها ولكنه إكتسب الخبرة في إدارة الفرق الكبرى بينما عصفت المشاكل برود كرول وذهب ضحيّة الإنقسامات والتجاذبات وضحيّة الطمع واللهث وراء المادة والتنكّر للمبادئ الرياضيّة ,