قطاع التاكسيات في صفاقس يعبّر بصورة واضحة وصادقة عن حال المدينة فهما وجهان لعملة واحدة وتعبير صادق وحي عن المهزلة التي اصبحنا نعيشها بعد الثورة فاصحاب سيّارات التاكسي قلّ وندر ان تجد من بينهم من يمتاز بمظهر لائق ولباس محترم وأخلاق في مستوى ما عرفت به مدينة صفاقس من طيبة وحسن معاشرة فأصبح العنف هو الطاغي في ممارساتهم أثناء السياقة وتصرّفاتهم مع الحرفاء وهو تماما ما نعيشه في المدينة من تعدّ على القوانين والاخلاق فما يقوم به اصحاب التاكسيات هو إنعكاس واضح لوضع المدينة التي سيطر عليها الغوغائيون والبانديّة في جميع القطاعات وجولة بسيطة بالسيارة ستضعك امام حقيقة مؤلمة ومفرعة عن تدني الاخلاق والتجاوزات العديدة والمتكرّرة للقوانين فهل يستقيم الظلّ والعود اعوج ؟ ولماذا اللوم عن قطاع "سائب" لا تحكمه القوانين ولا الاخلاق وسمحت لهم السلطة بأن يكونوا قنابل موقوتة تتجوّل في المدينة بقوارير الغاز التي يستعملونها أمام مرآي ومسمع الجميع