لقد اتخذ الفرع الجامعي قراره بعدم الانخراط في الإضراب الوطني بعد أن عبر عديد الأساتذة الذي اتصلوا بالفرع الجامعي عن استيائهم الشديد من سماعهم بخبر الإضراب الوطني الذي قرره حسين بوجرة عبر وسائل الإعلام ككل الناس واعتبروا ذلك تحقيرا لهم وتجاوز ا خطيرا بعدم الرجوع للقواعد أو حتي المجلس القطاعي كما هو معهود في القانون والعرف النقابي، إذ أن الدعوة للإضراب العام الجامعي تشترط استشارة القواعد والقيادات النقابية كما هو معهود حسب العرف والتقاليد النقابية و مصادقة الهيئة الإدارية أو المجلس القطاعي. كما أن الإضراب لم يحض بإمضاء ومصادقة المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، وقد جاء موقف الفرع الجامعي بعد تشاور مع كل أعضاء الفرع الجامعي – باستثناء الأخ جلال بوزيد الذي كان خارج الجهة- والكتاب العامون للنقابات الأساسية جميعهم –باستثناء كلية الآداب. من جهة أخرى فإن الإضراب بدأ التسويق له من قبل الجامعة العامة حتي قبل أحداث منوبة الذي لم يكن السبب المباشر للدعوة له وإلا لماذا الكيل بمكيالين وعدم التعامل أو حتى السماع بالاعتداء السافر الذي تعرض له عميد كلية الآداب بالقيروان الأستاذ العربي الضيفاوي وعدد من الأساتذة الزملاء من إهانات وانتهاكات أكثر بكثير مما حصل في منوبة أم لأن الفصيل الطلابي المتورط في هذه الأحداث هو حليف إيديولوجي. والموقف المبدئي للفرع الجامعي من كل هذه الاعتداءات هو الرفض والتنديد والدعوة لمحاصرتها بدون تشنج أو حسابات سياسية. وقد طالب الكاتب العام للفرع الجامعي الأخ عارف المعالج شخصيا من حسين بوجرة أن يمدّه بمصادقة المكتب التنفيذي على قرار الاضراب لدعم موقف الجامعة العامة في جهة صفاقس وقد ذكر له أنه سيحاول ذلك ولكنه لم يمد بأي شيء يفيد بذلك إلى حد الآن مما زاد الشكوك بأن الموقف والقرار لم تتم تزكيته من المكتب التنفيذي. وأما عن موقف نقابة كلية الآداب وليس كل أساتذة الكلية الذين نحن في تواصل معهم فهو مقاطعة الفرع الجامعي منذ أن أفرزت آخر انتخابات له شاركت فيه كل النقابات الأساسية بالجهة بدون استثناء مكتب جهوي لم ترضى عليه أطراف معروفة كانت تهيمن على القطاع سابقا وساءها أن ترى العقليات تتطور وتتطور معها المواقف والمواقع، وقد أدى الأمر إلى إشهار بعض النقابيين منهم انسلاخهم من اتحاد الشغل على الانترنات وقد اطلع المكتب التنفيذي الجهوي على نص هذه الانسلاخات وهم يزايدون اليوم على العمل النقابي. ويتمنى الفرع الجامعي أن لا يكون ما نراه اليوم من مواقف لهذه الأطراف تكريس لنفس العقلية وردود فعل تصب في نفس المسار الذي يرمي إلى إرباك الساحة الجامعية وغير الساحة الجامعية عقابا للشعب التونسي على ممارسته لحقّه في الانتخاب بكل حرية وبدون وصاية والتي أفرزت نتائج لا ترضى عليها أطراف احترفت الوصاية، وقد سمع الشغالون بأذانهم وفي عقر دارهم بعض هؤلاء يتهم الشعب التونسي بالجبان لأنه لم يحسن ممارسة الديمقراطية. كما أنه ليس من الأخلاق إقحام الانتماء السياسي لأي عضو في المكتب الجامعي في هذا الموضوع لأن هذا في حد ذاته يدخل في التوظيف السياسي لموقف نقابي جماعي لمكتب الفرع الجامعي، فهذا السلوك من المزايدة قد عفا عنه الزمن وقد اعتمد سابقا للإقصاء والوصاية وتبرير الاستبداد خاصة أن الجميع يعرف أن جل النقابيين لهم انتماءاتهم السياسية التي لا تخفى على أحد وليس من الأخلاق أن يتم التركيز على طرف دون سواه. فؤاد الحلواني – الكاتب العام المساعد للفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي بصفاقس