من مهازل مدينة صفاقس التي لم ينفع معها العقّار النقل العمومي وخاصّة الخطوط القريبة التي عانقت خدماتها الرداءة والمسؤول الاول هو الرئيس المدير العام : سيدي البيديجي : تجلس على كرسيّك الوثير تحت المكيّف وتحيط بك مجموعة من الفاشلين اللذين لا يفقهون شيء في تنظيم النقل العمومي …اترك مقعدك الوثير لساعة واحدة وشارك المواطن معاناته وعذابه …قم بزيارة إلى محطّة باب الجبلي بين الخامسة والسادسة مساء لتقف على مدى الكارثة التي حلّت بالشركة التي ترأسها ..تسيّب وعدم إحترام الحرفاء وقلة تنظيم ..هل وصل إلى سمعك سيدي ان الحافلات يقع ركنها ومئات المواطنين يعانون تحت الشمس والمطر والرياح ولا يجد من يجيبه عن سؤال ؟ هل تعرف ان الحافلات تبقى متوقّفة لمدّة 45 دقيقة ومحرّكها يعمل وأبوابها مفتوحة وبإمكان أي كان أن يتولى سياقتها ويقوم بمجزرة في البلاد؟ نعم حدث هذا يوم الإربعاء 23 أكتوبر في محطة قرمدة ورقم الحافلة هو 1203 وبعد أن إمتلأت نزل جميع الركاب لان المنظم للرحلات غيّر وجهتها لطريق العين …ليكن في علمك سيدي أن جميع الركاب أنهكهم يوم كامل من العمل الشاق ومن العيب أن نظيف له عذاب ساعتين من الإنتظار أعرف انكم وأعوانكم لا تركبون الحافلة بل سياراتكم الفخمة وإلا لما كان حال النقل على هذه الشاكلة فأتركوا سياراتكم وعيشوا يوما من المعاناة مع الشعب الكريم …حتى المحطّة لا تشرّف الشركة ولا مدينة صفاقس ولا تونس 2014 فهي تافهة ومهمشة وغير منظمة ولا يمكن تسميها محطة فحتى الإسطبل فيه من التنظيم ما يجعله أفضل من هذه المحطة .. كانت حجّتكم نقص الحافلات وتهرّؤ الأسطول ودافعنا كلنا عن حق صفاقس والسوريتراس ورضينا بحافلات مستعملة وناضلنا كلّنا من اجل ذلك ولكننا إكتشفنا ان الحالة لم تتحسّن وليس المشكل في الحافلات بل في إدارة شؤون المحطات وحسن التنظيم الذي بقي مفقودا ليوم الناس هذا فقليلا من التواضع وأخرجوا لتكتشفوا الحقيقة المرّة التي قد يكون البعض حاول إخفاءها عنكم فالوضع كارثي بكل ما في الكلمة من معنى ..مجرّد زيارة فجئيّة ستكشف لك الحقيقة وسترى بأم عينك تجمعات الأعوان وإنعدام المسؤوليّة وحتى تمجيد المخلوع كما حدث يوم امس الإربعاء وكنت شاهد عيان على ذلك وشاهد على رفضهم لتقبل تشكيات المواطن أو الإجابة عن موعد خروج الحافلات ..المسؤوليّة تقتضي الوقوف على الواقع المرّ والأليم الذي يعيشه المواطن وضميركم هو الفيصل ولا تنسى سيدي ان المواطن لن يتحمّل اكثر مما تحمّله وفي إنتظار أن تتحمّلوا مسؤولياتكم محطة باب الجبلي في إنتظاركم