من يقول صحافة الجهات ، يقول صحيفة جهوية تعنى بالجهة التي تنتمي إليها و أي صحيفة تثير مصدر قلق لأنها تنشر كل شيء عن الجهات بحكم تغطيتها المستمرة و القريبة من المواطن فهي إذن مصدر قلق و ريبة و شك ... معرضة في أي لحظة للتوقف عن إصدارها و قد كانت في عهد النظام السابق منسية و هناك حتى العديد من الصحف الجهوية ودعت الساحة و انتهت بسبب ما تعرضت له من مضايقات بسبب تغطيتها لأحداث قد لا تعجب المسئولين انذاءك فيأخذ قرار في شأنها بالتوقف حالا و تسحب حتى من الأكشاك ، في حين هي جريدة الجهة أي هي ” جهاوية ” إن صح التعبير بمعنى أنها تصدر لجهة ما و تنشر أخبارا نابعة من مشاغل المواطنين و مشاكلهم و من النقائص التي يشكون منها و غير ذلك . فالجريدة هي في الواقع اقرب للمواطن الذي ينتمي لتلك الجهة من غيره و منطقي أن ما يوجد في الجهوية لا يوجد في الرئيسية أي الجريدة الوطنية رغم أن لديها مكاتبها الخاصة بها و هي موزعة حسب الولايات المعروفة بالكثافة السكانية . لكن مع ذلك تظل جريدة عادية لها برنامجها . أما الجهوية فلا تجد مؤيد لها و ليست لديها امكانيات لفتح مكاتب لها أو احداث مراسلين بل هي محرومة حتى من الدعم المادي و اللوجستي و لها عديد النقائص و رغم ذلك فانها تصدر بانتظام . لكنها تظل تحوم حول نفسها لأنها لا تجد اقبالا و لا يقتنيها الا عدد قليل من القراء و هو ما يجعلها تسقط في الفخ ” فخ المؤامرة ” مؤامرة قلة الاقبال في منطقة شبه نائية او ريفية و قليلة السكان ، اغلبهم من الذين يعانون الخصاصة و يعيشون البطالة و لا يجدون حتى رغيفا لسد رمقهم و لكن يبقى الأمل الوحيد لتمويل الجريدة الجهوية الشركات و المؤسسات التجارية المنتصبة بالجهة الذين لا يولون أهمية لنشر اعلان اشهاري و مع ذلك يعرفون جيدا ان بفضل هذا الإعلان أو ذاك تتكون مداخيل لتمويل الجريدة و التعريف بمؤسساتهم بعد ثورة 14جانفي 2011 كنا نعتقد ان الوضع سيتغير ، لكن فؤجئنا بزيادة تفاقمه و لم تعد الشركات تقبل على الاشهار و تعكرت الحالة و لم يعد للجريدة الجهوية القدرة على الوقوف في ظل هذه الزحمة و مع غياب الامكانيات و غلاء الورق و الحبر و هي معطيات لا تجعل من الجريدة الجهوية القدرة على الصمود أكثر . إذن، فالصحف الجهوية تعاني الأمرين – قلة الدعم و الانتشار و لا يمكن ضمانه الا بتوظيفها التوظيف الحسن في خدمة الجهة و بمساندة و دعم الدولة و المؤسسات المتواجدة بالمنطقة و بمؤازرة قرائها حتى تواصل مسيرتها بثبات و أداء رسالتها و بالتالي تساهم في تحسين وضع الجهة او المنطقة و متساكنيها . صحيح ان الصحافة الجهوية مرت في العهد السابق بمرحلة جعلت البعض من الصحف محل تضييق و تهميش و قد وضع البعض منها تحت المراقبة الادارية بصفة مستمرة ، لكن اليوم الوضع تغيير ، خاصة بعد ثورة الكرامة ، لذا فانه آن الأوان لنرد الاعتبار للصحافة الجهوية حتى تواصل أداء رسالتها على احسن الظروف و في كنف الاعتزاز بمكاسب تونسالجديدة ” تونس الجمهورية ” لا الجملوكية ” كما قال الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي . فبالصحافة الجهوية نستطيع ان نبني وطنا جميلا و نستطيع ان نساهم في تحسين المناطق الداخلية للبلاد و فض المشاكل داخل الجهات و تحسين البنية التحتية بفضل ما ينشر فيها من اخبار و تحقيقات و مقالات تعبر عن كل النقائص و بكل شفافية و دون تدخل من أي كان . فلماذا الصحف الجهوية منسية ؟