أشكّ في ذلك عندما أرى طوابير التلامذة و الموظّفين و العملة و بقيّة المواطنين في انتظار الحافلة الخضراء الموقّرة و هم في حيرة في أمرهم. تلاميذ مجبرون على السير على أقدامهم ليتمكنوا من الوصول إلى معاهدهم و مدارسهم في وقتهم المعتاد و موظفون و عملة ينتظرهم توبيخ بسبب تأخّرهم عن العمل و هي كلّها مسؤولية الشّركة الجهويّة للنّقل بصفاقس هذه الشّركة التي كان من المفروض أن تقوم بواجبها كاملا تجاه حرفائها و مشتركيها الذين لو تأخّروا يوما عن دفع معلوم اشتراكهم لمنعوا من امتطاء الحافلة. و عن أي حافلة نحكي و هل تسموّن تلك القطع من الخردة حافلات ؟ فبكلّ طريق من طرق صفاقس لابدّ و أن تعترضك واحدة في حالة عطب ملقاة علي احد جوانب الطّريق. فأين الصّيانة ؟ و أين تجديد الأسطول هذه الاسطوانة المشروخة التي كرهنا ترديدها علي أسماعنا منذ العهد البائد. فلتعلنها هذه الشركة صراحة.. فلتعلن عجزها لكي لا نطالبها بما ليس في استطاعتها. أين مراقبي الشّركة الذين نراهم في سيّاراتهم يجوبون طرق صفاقس ؟ ألم يلحظوا تلك الطوابير ومعاناة أطفال و شيوخ و شباب تلفحهم الشمس صيفا و تبلّلهم الأمطار شتاءا ؟ أين احترام الحريف و المواطن في برمجة و توقيت الحافلات إن كانت هنالك برمجة أصلا ؟؟ أسئلة حائرة سمعناها عند مرورنا بهذه الطوابير و كلّهم أمل في أن يلحظوا تغييرا جذريا في تعامل السّوريتراس مع حرفائها في ظلّ هذه التّغييرات الكبيرة التي تعيشها تونس بفضل ثورتها المباركة .