لقد أثار الحوار التلفزي الذي قدمه رئيس الحكومة حمادي الجبالي ردود أفعال كثيرة خاصة لدى رجال الأعمال الذين شعروا أنهم على هامش الحدث وليسوا في قلب المسألة رغم أنّ مفاتيح الاقتصاد والتشغيل بتونس بيدهم ومن الأخطاء التي دأبت الحكومة الجديدة على تكرارها هي استقبال رئيسة الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة للتحاور معها حول وضعية رجال الأعمال وكأنها تعرف كلّ شئ عن مشاكل المستثمرين التونسيين في حين كان من الأجدر استقبال رجال الأعمال أنفسهم لبسط مشاكلهم مباشرة على رئيس الدولة أو الحكومة ولعلّ من أغرب هذه المشاكل التي لابدّ من حلّها الآن وليس غدا ما يُعاني منه رجال الأعمال في البلاد من قطيعة بينهم وبين المسؤولين وهي قطيعة ليست من اختيارهم طبعا بل من اختيار المسؤول الذي نصبته الحكومة الحالية فهل يُعقل أن تتغافل الحكومة عن حلّ سريع وهامّ لامتصاص البطالة في أوساط الشباب وهو فتح الحضائر ؟ وإعادة بثّ الروح فيها خاصة وأن أموالها مرصودة منذ سنوات وهي مجمدّة لم تجد الوزير الشجّاع أو المدير العام الكُفأ لإعادة استغلالها ونفع البلاد والعباد بها أم أنّ فاقد الشئ لا يُعطيه؟ ان عدم إعادة الحقوق لأصحابها خاصة الأراضي التي افتكتها الدولة من مالكيها ولم تعطهم الى الآن مستحقاتهم المالية من شأنه أن يجعل هؤلاء يعتصمون في الطريق ويمنعون الأشغال به مثلما هو الحال في ولاية جندوبة وحين طالب بعض المتضررين مقابلة مسؤول في وزارة التجهيز لكي يقع فضّ المشكل وإعادة الأشغال رفضت الوزارة استقبالهم وهو ما يُحيلنا الى فهم شئ واحد وهو أن الاعتصام الموجود في طرقاتنا يوجد اعتصام آخر يضاهيه في مكاتب مسؤولينا انطلاقا من وزير التجهيز الذي رفض التواصل مع المقاولين ورجال الأعمال وصولا إلى المدير العام للجسور والطرقات الذي يرفض مقابلة أيّ مقاول أو مواطن لحلّ مشاكل الاعتصامات وفضلّ سيادة المدير الاعتصام داخل مكتبه حتى الرسائل والمكالمات الهاتفية مع رجال الأعمال يرفض الردّ عليها والسؤال المطروح للسيد حمادي الجبالي هو كيف تطالب السيد رئيس الحكومة بوقف الاعتصامات وتهدئة الأجواء وفي الوزارة أشخاص يعملون بقصد أو عن غير قصد لإذكاء نار الاحتجاجات بإغلاق مكاتبهم في وجه المعتصم وفي وجه رجل الأعمال المتضرر؟ فهل اعتصام المدير العام للجسور والطرقات في مكتبه ورفضه حلّ مشاكل المستثمرين تراه مناسبا لوقف الاعتصامات خارج الوزارة ؟ أكيد لا سيدي رئيس الحكومة المناصب الوزارية والإدارية الحسّاسة بحاجة إلى أكفاء وأدمغة تشتغل 20 ساعة وليس غارقة في مكتب مغلق وبحاجة إلى أشخاص يجيدون أخذ القرارات الصائبة والصعبة حتى لا تركع الحكومة أمام انتفاضة شعبية جديدة لا يريدها أحد إن غلق مشاريع الحضائر الآن في البلاد أمر خطير جدّا وعواقبه وخيمة خاصة وأنّ ميزانياتها مرصودة ويكفي إعطاء أصحاب الأراضي حقهم حتى تعود وبعودتها تدور عجلة الاقتصاد ونوفر الشغل لطالبيه سيدي رئيس الحكومة يجب حلّ الاعتصامات التي عندك في الوزارة ولدى المديرين العامين حتى ينصتوا لمشاغل رجال الأعمال ولا يغلقوا الأبواب أمامهم وبعدها ستنتهي الاعتصامات في البلاد