يعتبر فندق الحدادين من أهم المعالم الأثرية بالمدينة حيث يعود تأسيسه إلى العصر الوسيط وتحديدا إلى حدود القرن 18 وتم تجديده وترميمه في فترات متعددة كما يعتبر الشاهد الوحيد على المنشآت المرتبطة بتجارة القوافل بمدينة صفاقس، وقد بادرت بلدية صفاقس سنة 2006 بإنجاز أشغال ترميمه بالتعاون مع الجمعية الدولية للمدن الفرانكفونية وبمساهمة وزارة السياحة والمعهد الوطني للمحافظة على التراث بكلفة جملية قدرها 660 ألف دينار. وفي إطار الحرص على توظيف هذا المعلم الأثري وسعيا منها إلى استشارة الأطراف الفاعلة في المجال الثقافي وكل مكونات المجتمع المدني، قامت البلدية بتوزيع المشروع الأولي الذي أنجزته لجنة من الخبراء والمتعلق بتحويل هذا الفضاء إلى مركز حي لتقديم التراث الحرفي بصفاقس على الإدارات الجهوية و الأطراف المعنية بالمجال الثقافي قصد مدّ البلدية بملاحظاتهم وتصوراتهم في الغرض. كما تم عقد جلسة عمل بقصر البلدية لتدارس هذا الموضوع بحضور كافة الأطراف المعنية الذين اطلعوا على مميزات مشروع المركز الحي لتقديم التراث الحرفي بصفاقس والمتمثل فيما يلي : - التعريف بالمركز: مركز لتقديم التراث الحي وإبرازه والارتقاء به ودمجه ضمن السياقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الراهنة مما يسهم في خلق ديناميكية اقتصادية إضافية في فضاء المدينة العتيقة بصفاقس. - محتويات المركز: يتضمن المركز معرضا تراثيا مرجعيا وأروقة متعددة منها رواق للمعارض والتوثيق والابتكار ورواق المنتوجات النموذجية والحرف المهددة بالاندثار ورواق لمساعدة الحرفيين خريجي المعاهد على الانتصاب فضلا عن رواق التسيير والخدمات... - التسيير والإدارة: إعداد قانون أساسي للمركز من خلال تشكيل مجلس إدارة يضع ذلك القانون ويضم ممثلين عن عدة أطراف منها البلدية وزارات السياحة والبيئة والثقافة وجامعة صفاقس والمجتمع المدني... إنّ ما ورد في الجلسات التي انعقدت حول فندق الحدادين هي أفكار ومقترحات تهدف إلى فتحه واستغلاله وستتوسع الاستشارة في شأنه حتى تتناسب مع تطلعات أهل المدينة، هذا وقد ثمنّ المجتمعون ما جاء في المشروع الذي سيتم عرضه على المكتب والمجلس البلديين.