واعلموا أن لأكل أموال الناس بالباطل صور اً كثرة وعديدة ولا نريد إن شاء الله في هذا المقام إلا التوضيح لبعض الأمثل المهمة . ومن هذه الصور: السرقة قال تعالى ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)) المائدة [38]. وقال (( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شياً ولا يسرقن ولايزنين ولا يقتلن أولادهن…..)) الممتحنة [ 12]. وقال إخوة يوسف عليه السلام لما رمي عليهم أنهم سرقوا صواع الملك : (( تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين)) فجعلوا السرقة من الفساد في الأرض. 1- وروى البخاري من حديث عبادة بن صامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه : {{ تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم . ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه }} ( 3892). 2- وقال صلى الله عليه وسلم {{ لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ، ويسرق الحبل فتقطع يده }} رواه البخاري(6783) ومسلم من حديث أبي هريرة . 3- وقال صلى الله عليه وسلم {{ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن }}رواه البخاري (6782).من حديث عبد الله ابن العباس. أكل أموال الناس بالغصب والنهب: وعن علىّ رضى الله عنه قال حدّثنى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثا لعن الله من غيّر منار الأرض. رواه مُسلم وروى البخارىّ من حديث سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين . البخارى ( 2452) ولفظ حديث عائشة من ظلم قيد شبر من الأرض … (ح 2452) وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " رواه البخاري(الرقم 2454 ) عن عبدالله بن عمر النهب : وقد حرم الله أخذ مال الغير بغير طيب نفس مالكه ورضاه ، فلا يجوز غصبه ولا نهبه ولا سرقته ولا الاستيلاء عليه بوجه غير مشروع ، لأن ذلك من أكل مال الناس بالباطل ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك فقال : { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) ولما ورد عن عبد الله بن يزيد الأنصاري – رضي الله عنه – أنه قال : {{ نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن النهبى والمثلة }} أخرجه البخاري ( فتح الباري 3 / 119 ط السلفية ) ولما ورد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :{{ من انتهب فليس منا }} أخرجه الترمذي ( 3 / 422 ) من حديث عمران بن حصين وقال : حسن صحيح . ولما ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :{{ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن }} أخرجه البخاري ( فتح الباري 5 / 119 ) ، ومسلم ( 1 / 76 ) واللفظ للبخاري وقال القرطبي : اتفق أهل السنة على أن من أخذ ما وقع عليه اسم مال قل أو كثر أنه يفسق بذلك ، وأنه محرم عليه أخذه القرطبي (2 / 337 – 341) وقد اعتبر ابن حجر الهيتمي الاستيلاء على أموال الغير ظلما من الكبائر واستدل بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – :{{ من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه خسف به إلى يوم القيامة إلى سبع أرضين }} الزواجر (1 / 261 ) وعن أبي حميد الساعدي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :{{ لا يحل للرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه ….}} تقدم الحديث.