تعقيبا على هجمات أمس -التي استهدفت متحف باردو الوطني في تونس وأودت بحياة 21 وأدت إلى احتجاز عدد من الرهائن- كتبت مجلة فورين بوليسي أن هذا الحدث يمكن أن يكون له تأثير كبير على الانتقال السياسي لتونس كدولة ديمقراطية هشة بعد الربيع العربي. وقالت المجلة إن هجوم أمس يمثل اختبارا هاما لتحول تونس من الاستبداد إلى الديمقراطية، وإنه إذا رد السياسيون على هذا الحادث المأساوي بطريقة خاطئة وسمحوا للانقسامات القديمة بالتسلل إلى الآلية السياسية الجديدة الهشة في البلاد فمن الممكن أن تسقط تونس في نفس الشرك الذي أخرج التحولات الليبية والمصرية عن مسارها. وأضافت أن هجوم أمس يهدد الاستحقاقات الناجحة التي وصلت إليها تونس وتمثلت في التقدم السياسي المثير للإعجاب نحو المصالحة الوطنية والانتخابات الديمقراطية السلمية التي أجريت في نهاية 2014. ونبهت المجلة إلى أن العناصر المتطرفة بين الإسلاميين والعلمانيين من الحرس القديم يمكن أن يستثمروا هذا الحادث سياسيا للتأثير في خصومهم واتهامهم وتوظيف سياسة الانقسام لصالح مآربهم الخاصة، وأكدت أهمية أن يكون الرئيس الباجي قايد السبسي رئيسا لكل التونسيين بتجاهل هذه الأصوات الناشزة وأن يظل على مسار العمل مع الإسلاميين المعتدلين، وفي المقابل يجب على حزب النهضة أن يواصل العمل بحسن نية مع الحكومة ويتجنب الخطاب الاستفزازي الذي يصبغ هذا الهجوم بأنه خطأ أي شخصية أو حزب سياسي. وفي السياق كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن هجوم أمس وجه ضربة جديدة للسياحة التي تعتبر حيوية لتونس في الوقت الذي تكافح فيه لترسيخ التحول الوحيد إلى الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي. وأشارت الصحيفة إلى المخاوف المتزايدة من أن الحكومة الجديدة قد تميل إلى العودة إلى السلطوية في جهودها للقضاء على التهديدات الإرهابية. وقد يثير ذلك تساؤلات أيضا عن ما إذا كان سيتم إلقاء اللوم على فصيل السبسي الأكثر علمانية لفشله في حل المشكلة بشكل أكثر فعالية من الإسلاميين الذين قادوا المرحلة الانتقالية.