ما الذي يجري على المسرح من يجذب خيطان الستار المخملي من هو الكاتب لا ندري من هو المخرج لا ندري ولا الجمهور يدري يا بنيّ إنهم خلف الكواليس وهم يغتصبون امرأة تدعى الوطن استحضرت هذه الأبيات من قصيدةٍ لخالد الذكر الراحل نزار قبّاني وأنا أشاهد جحا وأشعب وأبنائهما وأحفادهما وقد تجمّعوا في وليمة الوطن فنزعوا نعالهم لممارسة رياضة منتظر الزيدي مع سيء الذكر جورج بوش وشمّروا ثيابهم لتأكيد تلازم لغة النّعال والعضلات وانطلقت حناجرهم معلنةً بدء المزاد العلني في سوق النّخاسة السياسي ..... يا بلدي الطيّب يا بلدي ... لم يكتمل حملُكِ بعد وكلّهم يدّعون أبوّتهم لجنينكِ كلّهم يُقسمون أغلظ الأيْمان بأن نطفة اللّقاح من صُلْبهم فكيف للخِصيّ أن يتناسلوا .... وكيف لمريم أن تنجب وما كانت بغيّا.... كيف تُنْكح الأوطان على قارعة الطريق وكيف يُأْتى بها لحرم شهريار ... كيف للقوّاد أن يصير قرينا شرعيا للنساء جهّزوا أنفسهم ليوم القِران دون العودة إلى رأي العروس ولا أهلها ... أتوْا قوافل وجحافل على رأسها وضعوا خيرة فرْسانهم ...شاهدنا عنترة وابن عبّاد في الميمنة وجنكيز خان وهولاكو في الميْسرة ... لبسوا السترات الواقية ... انتعلوا ... تمنطقوا ... أشهروا سيوفهم استعدادا للحظة الصفر للانقضاض على خيمة القبيلة واختطاف العروس دون أن ينسوْا حرق الخيام والأخضر واليابس في طريقهم .... قل لي يا بلدي كيف تُدار الأوطان على أيدي المغول والتّتار ... وما معنى يمين ويسار ... وكيف تقترن المحصنات بالفجّار.... يا بلدي الطيّب يا بلدي أشعلوا الحرائق ... لم يكترثوا للدخان ... استنفروا جماهير القبائل ... ألهبوا حناجرهم ... احمرّت أكفّهم ... علتْ أصواتهم على وقع المفردات .... الديمقراطية العلمانية الحداثة الهوية العربية الإسلامية....كلّهم يطمحون لعرش فرعون وخاتم الرّشيد يا بلدي الطيّب يا بلدي نسمع أزيز طبول الحرب ونرى رايات الخصوم بألوان قوس قزح ولم تدْرِ أن الجماعة يحضّرون لتقاسم الغنيمة حين تضع الحرب أوزارها وأنكِ في النهاية يريدون لكِ أن تكوني سبيّة وجارية من جواري أمير المؤمنين .... فكيف لمن كان اسمها الخضراء أن تصبح سُلافة أو حتى ولاّدة يا بلدي الطيب يا بلدي ... هل بتّ يتميا على مائدة اللئام ... هل تمكّن منكِ ملوك الطوائف .... مشفقٌ عليك من سوء تدبيرهم وينفطر قلبي حزنا وغمّا وأنا أراكِ أسيرة أسلاكهم على قول الشاعر : أقطع حبل الوصل فالموت دونه..... وأشرب كأسا علقما ليس يُشرب فلو كان لي قلبان عشت بواحد....... وأبقيت قلبا في هواك يُعذب رمتني يد الأيام عن قوس محنة..... فلا العيش يصفو لي ولا الموت يٌقْرب كعصفورة في يد طفل يهينها......... تقاسي عذاب الموت والطفل يلعب فلا الطفل ذو عقل يرقّ لحالها......... ولا الطير مطلوقَ الجناح فيذهب