لماذا لا يعترف البعض الكثير منا بأن ما عاشه هو ليس بالضرورة عين الصواب؟ لماذا لا نقتنع باننا نربي اجيالا ليعيشوا زمانا غير زماننا؟ لماذا لا نتعاطى مع المختلف سوى من باب الانتقاد السهل المؤدّي للهدم والفناء في الإيقوسنتريزم المقيتة؟ رأيي لن يعجب إلا من يفهم ومن لا يفهم سيرميني بشتى النعوت: دخلة الباك سبور اصبحت واقعا لا فكاك منه واصبح لها فعل الشيئ الخارج عن النطاق فلم لا يقع تاطيرها؟ في تونس لنا 550 معهد بمعنى لنا 550 دخلة ما يقع تداوله حول عمليات الانفلات لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة… فلم نهوّل الأمور إلى هذا الحد؟ دخلة الباك سبور هي متنفس لدى التلاميذ واصبحت " ريت" لن تستطيعوا قمعه ففكروا في كيفية التوجيه والإحاطة والتنظيم والإرشاد و " الكاناليزاسيون" ولا تفكروا بمنطق المنع والزجر والانتقاد والهدم… دعوا الشباب يعبر عن نفسه بما يليق بوعيه وكونوا سندا له لمنع الانجراف نحو الأخطاء النابعة عن قلّة الوعي بمسائل لم يهظمها وكونوا له سندا لتوجيه تلك الطاقات نحو الفعل البناء بما ينعكس إيجابيا على المؤسسة التي يدافعون عنها وينتمون لها واشعروهم بانتماءهم. أنهي بالعجب من مقالات المدح حول الدخلة حين يكون موضوعها هادف وسكاكين النقد والانتقاد حين يتوه شباب ما فيقوم بفعل لا يفققه… إما القبول بالكل أو رفض الكل ولكل جيل في لحظة من وجوده وعي خاص به فدعوهم يعيشون وعيهم دون وصاية منكم يا كهول وشيوخ وكهنة الماضي…