ونحن نحيي هذه الذكرى المجيدة لا بدّ من تحيّة تقدير وإكبار وإجلال لأرواح كلّ شهداء الوطن والمقاومين والمناضلين والزعماء وبناة النظام الجمهوري وفي مقدّمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة. وحريّ بنا جميعا أن نستلهم من الإحتفال بهذه الذكرى الخالدة معاني التضحية ونكران الذات والعطاء من أجل الحفاظ على مكاسب الجمهورية وترسيخ قيمها وتوطيد أركانها. كما أنّه من واجبنا جميعا أن نبذل قصارى الجهد ونتفانى من أجل مواصلة تكريس مبادئ واستحقاقات ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي التي أسست لنظام جمهوري ديمقراطي تشاركي في إطار دولة مدنيّة السيادة فيها للشعب قوامها التداول السلمي على الحكم وصيانة الحريات العامة والفردية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين والمواطنات والعدل بين الجهات وتجسيد علويّة القانون والحكم الرّشيد. ومثلما كان الفضل للمقاومين والمناضلين وزعماء الحركة الوطنية في نيل الإستقلال وإعلان الجمهورية فإنّ من مسؤولية كافة الأطراف الوطنية والقوى الحية اليوم المساهمة الفاعلة في تجسيم قيم وأهداف ثورة الحرية والكرامة وصون مناعة الوطن واستقراره ونمطنا المجتمعي، نمط الوسطية والإعتدال والتسامح ورفع التحدّيات القائمة وكسب الرهانات الماثلة.