إنّ تواريخ الشعوب العظيمة تكتبها دماء الشهداء و إنّ شهداء أيّ شعب هم شموع مضيئة على درب انتصارته و تحقيق آماله الكبرى لذلك دأب الاتحاد العام التونسي للشغل و هو يتجه نحو المستقبل على إحياء ذكريات شهدائه و زعمائه و مناسباته الوطنية التي سطّرتها سواعد مناضليه هياكل و قواعد نقابية. أيها الشغّالون : إنّ إحياء ذكرى 05 أوت 1947 المجيدة و الخالدة في ذاكرة منظمتنا العتيدة و في الذاكرة الوطنية يندرج في هذا الإطار من الوعي و الاعتبار من المسيرة النضالية للسابقين من القيادات و الجماهير على حدّ السواء و الذين كانوا خير تجسيد لمقولة حشاد العظيم " التضحية أساس النجاح " كما أنها تأتي في إطار الوفاء الدائم لهؤلاء و منهم خاصّة الشهداء الذين روت دماؤهم تراب الوطن و في طليعتهم شهيد الكفاح النقابي و الوطني فرحات حشاد مؤسس منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل و المرحومين محمد علي الحامي و أحمد التليلي باعتبارهم رموز النضال و التضحية في سبيل بناء عمل نقابي، اجتماعي المقاصد، وطني الأبعاد، قوامه الدفاع عن الطبقة الشغيلة و كرامتها باعتبارها عنوان تحرّر و انعتاق كلّ أبناء الشعب. أيها الشغّالون : إنّ إحياء ذكرى 05 أوت 1947 إنما هو تجديد للعهد ووفاء لشهدائنا الأبرار و لقائدها و بطلها الزعيم النقابي و الوطني المرحوم الحبيب عاشور و هو التزام و عهد لا نحيد عنه حتى تبقى ذكراهم خالدة و مبادئهم نبراسا ننير به الدرب. أيها الشغّالون : إنّ الواقع المتحرك في البلاد أصبح يطرح على الاتحاد من يوم لآخر مهام بعضها جديد و بعضها قديم يتجدّد في أثواب مغايرة فاستهداف الاتحاد و محاولة تقزيم دوره الاجتماعي و الوطني هو مما دأب النقابيون على مواجهته منذ تأسيس منظمتنا العتيدة بالنظر إلى الدور المحدّد للاتحاد في صياغة المشهد الوطني و هو ما برز سواء في الحوار الوطني الذي أنقذ البلاد من حرب أهلية كانت وشيكة و فيما يقوم به من تعبأة وطنية في مواجهة الإرهاب. أيها الشغّالون : إنّ أيّ محاولة للربط بين النضال الاجتماعي المشروع للنقابيين تحت لواء منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل و بينما يحدث في البلاد من عنف و إرهاب إنما هو مؤامرة مفضوحة من أصحاب النفوس المريضة من أجل تحقيق هدفين في نفس الوقت، هدف أوّل يتمثل في تكبيل النضال النقابي و الاجتماعي و تأليب الرأي العام عليه و هدف ثان يدور حول اتهام باطل للاتحاد لأنه بدفاعه عن منظوريه إنما يضعف الجبهة الداخلية في خدمة الإرهاب. إنّ الاتحاد كان و سيبقى أسمى من اتهاماتهم الدنيئة و أعصى من أن تطاله أيدي المتآمرين مهما كانت مشاريعهم. أيها الشغّالون : إنّ الاتحاد كان و سيبقى بهياكله و قواعده على استعداد لأن يقدّم من حجم التضحيات ما هو كفيل بالدفاع عن البلاد و انقاذها و ذلك على قاعدة تقاسم التضحيات و المكاسب بين كلّ فئات المجتمع فلا تكون هناك فئة تضحي ( و هي العمال ) و فئة تجني المكاسب وهي أصحاب العمل و غيرهم من أصحاب المهن الحرّة و هو مايقتضي توضيحا و تدقيقا لمفهوم العدالة في الجباية و غيرها حتى تزول المظالم و تتوفر الحوافز لمزيد البذل و العطاء. أيها الشغّالون : إنّ تونس و أرجاء أخرى عديدة من الوطني العربي تعيش اليوم تحت وطأة نوع جديد من الحروب يطلق عليه الجيل الرابع و الجيل الخامس من الحروب و هو نوع يقوم على خلق الفتن الداخلية لتفكيك المجتمعات و تجنيد العصابات و المرتزقة تحت مسميات عديدة منها التكفير و التطرف و هو نوع من الحروب لا تحسم بالجيوش النظامية فقط و إنما يستوجب وجود جبهة وطنية داخلية متماسكة و دولة مستوعبة لطبيعة المعركة التي تخوضها و طبيعة الأعداء الذين تواجههم بوضوح. و هنا يجب تنزيل الإرهاب بإعتباره احدى الأدوات الاستراتيجية للمشروع الشرق الأوسطي و للفوضى الخلاقة خدمة للأهداف الأمريكية و الصهيونية لضرب خيار المقاومة و التحرير في الأمّة. لذلك نؤكّد أنّ لا جهاد إلا في فلسطين العربية و أن " البندقية " التي لا تتجه إلى صدر العدو الحقيقي الكيان الصهيوني إنما هي بندقية مشوّهة. أيها الشغالون : إن الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس و من باب اهتماماته بالشباب و الثقافة بإعتبارهما أهمّ ركيزتين للمستقبل إنما يعلن دعمه لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 معتبرا الثقافة العمالية جزءا أصيلا في أيّ مشروع نقابي وطني أو عربي أو إنساني كما يعلن دعمه الكامل لمطلب احتضان مدينة صفاقس للألعاب المتوسطية 2021 و المساهمة في كلّ الجهود لتحقيق هذه الأهداف. أيها الشغّالون : تجسيما لهذه القيم و المبادئ و التزاما بالوفاء لدماء الشهداء و دفاعا عن منظمتنا العتيدة يدعو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس جميع الشغالين و عموم مكونات المجتمع المدني في المشاركة في إحياء الذكري 68 لملحة 05 أوت 1947 المجيدة و ذلك يومي الثلاثاء 04 و الإربعاء 05 أوت 2015 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تحت إشراف : الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل المجد و الخلود لشهدائنا عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرّا مستقلا ديمقراطيا و مناضلا عن الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الكاتب العام عبد الهادي بنجمعة