سليانة (جاما) (وات)- يعد مشروع "جامة قطب اثري تنموي"أول المشاريع المندمجة التي تبعث لفائدة التنمية بمنطقة جامة من ولاية سليانة منذ ثورة 14 جانفي وهو ثمرة مبادرة من متساكني المنطقة وبالتحديد من جمعية الموقع الأثري بجامة استجابت لها عديد الاطراف ومن بينها وزارات الثقافة وشؤون المرأة والتجارة والسياحة والفلاحة والبيئة والتربية والنقل والتجهيزالى جانب عدة منظمات وجمعيات ناشطة في المجال التنموي. ومن المنتظر ان يساهم هذا المشروع في تحسين ظروف عيش متساكني منطقة جامة التي عانت على امتداد سنوات من التهميش والفقر من خلال خلق مواطن شغل قارة عبر رصد استراتيجية متعددة القطاعات والنهوض بالموارد البشرية عن طريق البرامج التكوينية في المهن الحرفية الموجهة للشباب والنساء الريفيات الذين يكتسبون حرفية لم يتم توظيفها. وقد أعطيت شارة انطلاق هذا المشروع يوم الخميس بمقر المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسليانة من قبل عز الدين باش شاوش وزير الثقافة وليليا العبيدي وزيرة شؤون المرأة ومهدي حواص وزير التجارة والسياحة وبحضور منصف خميري والي الجهة. وتم خلال يوم دراسي انتظم بالمناسبة حول موضوع "المرأة في القطب الأثري بجاما : محرك من أجل التنمية المحلية" استعراض مختلف جوانب هذا المشروع الريادي الذي سيحدث في صلبه متحف في الموقع ومركز للتكوين في المهن الحرفية إلى جانب إعادة تهيئة القرية وتهيئة طرق قروية وبعث مناطق خضراء وتركيز خزانات مياه صالحة للشرب. وسيعمل هذا المشروع على جعل منطقة جاما قطبا سياحيا ثقافيا يقوم شاهدا على الدور الهام الذي لعبته هذه المنطقة عبر التاريخ. وشدد وزير الثقافة في هذا الصدد أنه لا يمكن حصر التراث في الجانب العلمي بل الاستفادة من الماضي الذي يمثله وإظهاره للزوار كمفخرة للبلاد وتاريخها مبرزا الدور الحيوي الذي يمكن أن يضطلع به إذا ما بعثت مشاريع مماثلة تؤمن فرص عمل هامة". من ناحيتها أوضحت ليليا العبيدي أن تطوير أوضاع المرأة يعد شرطا من شروط التنمية مضيفة أن المرأة الريفية تضطلع بدور محوري في الجهات المعزولة على غرار منطقة جاما بما يعكس أهمية مثل هذه المشاريع في تحسين دخل العائلات هناك. وأبرز وزير التجارة والسياحة أهمية مشاركة الأهالي في إنجاح المشاريع التنموية التي تستهدفهم بما يترجم التزامهم وانخراطهم في عملية تطوير منطقتهم ورفع مستوى العيش لديهم. وتم في أعقاب هذا اليوم الدراسي تدشين "دار زمان حنبعل" المهداة للصناعة التقليدية المحلية.