باردو 10 ديسمبر 2009 (وات) صادق مجلس المستشارين يوم الاربعاء على ميزانية وزارة الدفاع الوطني لسنة 2010 واكد السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني في رده على تدخلات المستشارين ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من رعاية موصولة للجيش الوطني ولشؤون كافة العسكريين وخاصة من حيث تكوينهم وتدريبهم وتحسين أوضاعهم ودعم الاحاطة الاجتماعية بهم. وأشار الوزير الى أن السياسة الدفاعية التونسية تتميز بمفهومها الشامل الذى يتماشى والخصوصيات الوطنية ومتطلبات الحياة العصرية اذ انبنت بالخصوص على تعزيز قوة الردع لدى القوات المسلحة بتركيز وحدات متطورة تتلاءم وحاجيات البلاد وبتوفير المقدار الضرورى من العتاد والمعدات الدفاعية المتطورة والتجهيزات الحديثة مع التأكيد على تحقيق النوعية والملاءمة مع الحاجيات. وأوضح في هذا السياق أن قوة الردع ترتكز على قدرات بشرية دائمة الاستعداد وذات مستوى عال من الكفاءة العلمية والعسكرية مع التشبع بالوطنية وبروح التضحية والبذل والتفاني والانضباط ونكران الذات وهي أيضا ذات طابع سياسي واقتصادى واجتماعي وديبلوماسي. وفي اجابته على تدخلات أعضاء المجلس حول الخدمة الوطنية وعزوف الشباب عن الاقبال التلقائي عليها ذكر الوزير بأن قانون سنة 2004 تضمن عديد الحوافز والاجراءات الرامية الى تشجيع الشباب على تسوية الوضعية ازاء الخدمة الوطنية مشيرا في هذا الخصوص الى تنظيم زيارات ميدانية لفائدة الشباب المدرسي لبعض المؤسسات العسكرية ومراكز التكوين المهني بالتعاون مع منظمة الشبيبة المدرسية وكذلك تنظيم محاضرات بالمعاهد الثانوية في كل الولايات لصالح تلامذة الاقسام النهائية وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتكوين. وحول مسالة تجنيد المرأة أكد وزير الدفاع الوطني أن الخدمة الوطنية واجب مقدس على كل مواطن تونسي سواء كان ذكرا أو أنثى وذلك وفق ما جاء في الدستور الا أنه لم يتم اللجوء الى دعوة الفتيات الى أداء الواجب الوطني لعدم توفر البنية الاساسية اللازمة في الوقت الحاضر. وأضاف أن التفكير في هذا الموضوع وارد حيث أن الوزارة تتوخى التدرج والمرونة في هذا المجال لا سيما من خلال مطالبة خريجات كليات الطب بالعمل في المناطق الداخلية في نطاق الخدمة الوطنية وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية. واجابة عن سؤال لاحد المستشارين يتعلق بالاهتمام بعلوم الفضاء أشار الوزير الى انتخاب تونس بالاجماع لعضوية الفيدرالية الدولية لعلوم الفضاء ممثلة في المركز الوطني لرسم الخرائط والاستشعار عن بعد وهو ما من شأنه أن يمكن البلاد من تدعيم البحوث وتطوير الكفاءات والتقنيات في مجال الفضاء وتأمين الاتصال بشبكة من الخبراء والمختصين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم. وأضاف وزير الدفاع الوطني أن المركز الوطني لرسم الخرائط والاستشعار عن بعد يتحصل على الصور الفضائية في نطاق التعاون مع عدد من الدول الصديقة مبينا أنه لا حاجة اليوم الى اطلاق قمر صناعي خاص بتونس بالنظر الى عدم جدواه في الوقت الحاضر. وأشار في هذا الخصوص الى أن المركز يدرس امكانية احداث محطة استقبال للصور الفضائية. وحول سوءال يتعلق بنقل الثكنات خارج التجمعات السكنية أوضح السيد كمال مرجان أن الوزارة تولي هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام وقد بادرت في هذا الخصوص بنقل بعض الثكنات خارج مناطق العمران وفق ما أتيح لها من امكانيات وبعد دراسة ضافية في هذا الشأن على غرار المطار العسكرى بقابس. ولدى تطرقه الى مساهمة الجيش الوطني في دفع مسيرة التنمية الشاملة أكد السيد كمال مرجان أن النية لا تتجه نحو انجاز قسط ثالث من مشروع رجيم معتوق لاعتبارات فنية بينما تتجه النية الى انجاز مشاريع مماثلة في مناطق أخرى وفقا لما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة. ومن جهة أخرى أبرز وزير الدفاع الوطني ما شهده قطاع الصحة العسكرية في السنوات الاخيرة من تطور ملحوظ لاسيما بفضل مواكبته للتقدم العلمي والتكنولوجي في الميدان الطبي بما جعله يوفر أحسن الخدمات الصحية للوحدات العسكرية في مختلف الجهات. كما أكد الحرص على تركيز مصحات بالوحدات المتواجدة بالمناطق الوعرة والنائية وتجهيزها بالمعدات الطبية الضرورية حتى تتمكن من اسداء خدماتها لفائدة العسكريين والمواطنين وعلى تنظيم قوافل صحية خاصة في المناطق الصحراوية. وذكر بانجاز مصحة عسكرية بالقيروان وأخرى بالمجمع الرياضي والاجتماعي بمفتاح سعد الله بالعاصمة متعددتي الاختصاصات مشيرا الى أن النية متجهة نحو انجاز مصحة ثالثة بقفصة وأخرى بالشمال الغربي في نطاق تقريب الخدمات الصحية. وفي معرض حديثه عن النهوض بالتراث العسكرى أبرز السيد كمال مرجان أن التراث العسكرى يمكن أن يكون مجالا جديدا للسياحة الثقافية وذكر بالقرار الرئاسي القاضي باحداث متحفين اضافيين ملاحظا أنه تم تدشين متحف أول برمادة يتعلق بمعارك تحرير الجنوب التونسي وتعكف الوزارة على احداث متحف اخر خاص بمعركة الجلاء ببنزرت.