تونس (وات)- بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكان، انتظمت صباح يوم الاثنين بالعاصمة، ندوة تحت شعار "الشباب والنساء والمشاركة" نظمها صندوق الأممالمتحدة للسكان بتونس بالتعاون مع "حركة بيرصة". وقد ضمت هذه الندوة ثلة من الاخصائيين من مختلف المجالات وتناولت مواضيع تتعلق بمشاركة الشباب والنساء في الحياة المدنية وخاصة في مسارات التحول الديمقراطي. وتطرقت ليلى سايجي جودان الممثلة المساعدة للصندوق بتونس إلى التحديات الكبرى التي تواجه عالما يتزايد سكانه بشكل سريع، بما يفرض إيجاد معادلات جديدة بين الضغط المتزايد على كوكب الأرض وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية. وبررت اختيار موضوع الندوة وربطه بفئتي النساء والشباب بحاجة الواقع السياسي والاجتماعي التونسي لمقاربة تأخذ في الاعتبار إسهامهما في مسار التحول الديمقراطي، داعية إلى أن يفتح لهما مجال أرحب للمشاركة الفعلية في نحت مستقبل البلاد. ومن جهته أشار سليم بن حسن رئيس "حركة بيرصة" إلى أن هاتين الفئتين ظلتا "عنوانا للمزايدة السياسية " بل إنهما تحولا في خطابات السياسيين إلى "منتوج تسويقي لايتخطى الدعاية "، مشيرا إلى ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية منطلقاتها مختلف تشكلات النسيج الاجتماعي. وقدمت "أنا دومينقاز راما" المختصة في العلوم السياسية بجامعة مدريد، إضاءات حول مسار الانتقال الديمقراطي اعتمادا على النموذج الاسباني، تعرضت خلاله إلى المسارات التاريخية الحافة بهذا التحول، مشيرة إلى دور المجتمع المدني بمختلف تشكلاته في " تيسير الانتقال من الدكتاتورية إلى النظام الديمقراطي" ومبرزة دور النساء في حركات التحرر الاجتماعي المعاصر. وعرض العروسي العمري المختص في علم الاجتماع مقاربة اجتماعية ميدانية نظرت في وضعية المرأة الريفية في إقليم الشمال الغربي، تبرز المساهمة الفاعلة لهذه الفئة في الأنشطة المنتجة بمختلف أنواعها فضلا عن مساهمتها في الأعمال الحرفية والأعباء اليومية المختلفة، مقابل غياب تمثيليتها في الحياة المدنية التي استأثر بها الرجل رغم كون المرأة "جسدت إلى حد ما أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة "حسب قوله، داعيا إلى ضرورة " إنصاف المرأة و تمكينها." وأثارت عايدة الدقي عن "حركة بيرصة" مسألة الشباب والحوكمة المحلية من خلال استعراض نماذج من أمريكا اللاتينية والمغرب واسبانيا، داعية إلى ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية يتحول بموجبها الشباب إلى مشارك في صياغة القرار السياسي. وتناول كريم بوزويتة المختص في الانتروبولوجيا بجامعة باريس دور وسائل الاتصال الحديثة وخاصة منها شبكات التواصل الاجتماعي التي مثلت للشباب "أطرا إعلامية للثورة ضد نظم الاستبداد والقهر"، مقدما نماذج وعينات عن هذه المواقع وتطور محتواها التفاعلي. ومن ناحيته تطرق عماد المليتي المختص في علم الاجتماع بجامعة تونس إلى أبرز التحولات التي وسمت شخصية الشاب التونسي وقيمه الاجتماعية، حيث أصبح "ينزع إلى الفردانية في تمثل القيم."