تونس (وات)- أيام ستبقى راسخة في اذهان الجميع تلك التي عاشها كل تونسي خلال ثورة 14 جانفي حيث تحطم حاجز الخوف وتحررت النفوس والالسن ، هذا ما حاول المخرج الشاب كريم اليعقوبي نقل جزء منه عبر اول تجربة له في فن التصوير الوثائقي بشريط "منبر الشعب" الذي عرض يوم الاربعاء بالنادي الثقافي الطاهر الحداد بالمدينة العتيقة في اطار فعاليات الدورة 29 لمهرجان المدينة . العدسة الوثائقية لهذا المخرج الشاب تجولت بين اوساط المحتجين في شوارع وسط العاصمة من يوم 14 جانفي مرورا باعتصام القصبة 1 واعتصام القصبة 2 لتنتهي بتصوير مشهد قصير اضافه المخرج موءخرا للمسيرة الحاشدة بالعاصمة التي طالبت باستقلال القضاء يوم 15 اوت الجاري. ولئن كانت الشهادات الحية من ابرز المكونات الفنية للعمل الوثائقي الا ان نقل مشاهد واقعية هو قاعدة اساسية في هذا الفن التعبيري ويبدو أن كريم اليعقوبي اقتصر في فيلمه على جمع شهادات لمواطنين محتجين من جميع الاوساط حيث جاءت شهادات لبعض اعوان الامن اثناء احتجاجهم على اوضاعهم المهنية ومطالبتهم بتحسينها كما تحدث شباب الجهات المنادي بحق الشغل باعتباره الضمان الوحيد لكرامة الانسان وعبرت "الام" التونسية عن الظلم الذي عانى منه ابناء تونس جراء النهب واستنزاف خيرات البلاد والاعتداء على كرامة الناس . هذه الشهادات وغيرها خرجت من افواه المواطنين بطريقة عفوية بعد ان خرجوا افواجا ومن مختلف الجهات للالتقاء بساحة الحكومة بالقصبة لتتكون منابر حوار حر فلكل رأيه ولكل موقفه وتحليله لاسباب الثورة وتداعياتها وكانت كاميرا المخرج ترصد تعابير المحتجين لتبثها في شكل وثائقي بنظرة خاصة افتقدت أحيانا للموضوعية التي كان ينبغي أن تسود بين المصور وموضوع التصوير. هي تجربة اولى خاضها كريم اليعقوبي يمكن تحسينها بمزيد الاقتراب من الواقع والعمل على التنسيق بين المشاهد واتباع منهج منظم في اختيار شهادات المواطنين ليكون العمل اكثر حبكة وموضوعية . كريم اليعقوبي متحصل على الاستاذية في علم النفس وهو من هواة الفن السابع وعضو بنادي السينمائيين الهواة الطاهر الحداد منذ سنة 1997 ، له ما لا يقل عن 50 شريط قصير كمساعد مخرج او كمصور ، اخرج 7 اشرطة قصيرة اهمها "من فضلك" متحصل على الميدالية البرنزية في الملتقى العالمي للسينما بسلوفاكيا و"الخيط الناقل" متحصل على الجائزة الاولى بالمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية وايضا على الميدالية البرنزية في الملتقى العالمي للسينما بالحمامات 2008 .