حين تعالت أصوات المحتجين حمل المخرج الشاب كريم اليعقوبي الكاميرا لتكون ثورة 14 جانفي أول تجربة يخوضها في فن التصوير الوثائقي اختار لها عنوان «منبر الشعب». «منبر الشعب» تم بثه مساء الاربعاء الماضي في اطار مهرجان المدينة بالنادي الثقافي الطاهر الحدّاد بالمدينة العتيقة. جولة توثيقية يوم تحطّم حاجز الخوف وتحررت النفوس والأجساد والأذهان والألسن خرج الشعب التونسي ليقول كلمته الاخيرة «Dégage» لكل رموز الفساد انطلاقا من شارع الحبيب بورقيبة مرورا باعتصام القصبة 1 والقصبة 2 هنا تجولت العدسة الوثائقية للمخرج كريم اليعقوبي فقدّم لجمهوره صورة حيّة عن نبض الشارع التونسي وهو يخوض ثورته التاريخية ويثور على نظام دكتاتوري خنق النفوس لمدة 23 سنة. صور تلقائية لشعب ملّ حياة الذل والمهانة فصرخ بأعلى صوته ارحلوا لقد تحرر الشعب.. مشاهد لن ينساها كل تونسي عايشها عن قرب أو بعد ولن ينساها التاريخ بل دوّنها على صفحاته لتذكرها الأجيال ولتكون عبرة لمن سيحكم هذه البلاد في المستقبل. ثورة شعب وهذا الشريط الوثائقي الذي اختار مخرجه ان يكون «منبر الشعب» سوف يشهد على ثورة الشعب خاصة أنه يحمل شهادات حية أضافت أكثر مصداقية على العمل. شهادات لمواطنين محتجين اختلفت جهاتهم ليلتقوا في المطالب الحق في الشغل والعيش الكريم بعيدا عن الظلم والمهانة التي خلّفها العهد البائد. أمّهات وشباب ورجال أمن عبّروا بكل تلقائية عن الأوضاع المزرية التي عاشوها خلال فترة حكم المخلوع. كل هذه المشاهد نقلتها عدسة كاميرا كريم اليعقوبي ورغم عدم الانسجام بين المشاهد في بعض المقاطع إلا أن اجتهاد المخرج كان جليا وواضحا خاصة من خلال اعتماد التسلسل الزمني للأحداث. تجربة أولى ولئن كانت هذه التجربة الأولى لكريم اليعقوبي في الاشرطة الوثائقية فهي ليست الاولى في الأشرطة القصيرة فهذا المخرج لديه 7 أفلام أبرزها «الخيط الناقل»، «من فضلك»... وغيرهما من الاعمال الاخرى التي تحسب له.