تونس (وات/ قدمت فرقة التنورة المصرية مساء الاثنين على ركح المسرح البلدي بالعاصمة حفلا رائعا يعتمد على الانشاد والرقص المستوحى من التراث الصوفي . استهل الحفل ب " تحميلة موسيقية" وهي عبارة عن جملة موسيقية شعبية تؤدي الى استعراض امكانيات كل آلة موسيقية مشاركة في الفرقة وقدرات العازف. وانطلقت اثر ذلك رقصة التنورة الصوفية/ الدراويش/ التي تتميز بطابع خاص فريد من نوعه اذ تعتمد على الحركات الدائرية وتنبع من الحس الاسلامي الصوفي الذي له أساس فلسفي ودلالي يرجع في جوهره الى المفهوم المولوي القائل بان الحركة في الكون تبدا من نقطة وتنتهي عند ذات النقطة وان الحركة لذلك تكون دائرية ، وعندما يدور راقص التنورة / اللفيف/ حول نفسه فكانه الشمس يلتف حوله الراقصون /الحناتية/ وكأنهم الكواكب، ومن خلال الدورات المتعاقبة يرمزون الى تعاقب الفصول الاربعة فهم يلفون عكس عقارب الساعة تماما مثل الطواف حول الكعبة. هذه الرقصة اكتسبت من الروح الشعبيةالمصرية بهجة خاصة ظهرت في تنوع الايقاع من البطيء والمتوسط والسريع فضلا عن ثراء الالوان والقيم التشكيلية المصرية التي تنبض بها البيئة المحلية. أما الغناء المصاحب فهو الدعاء الى الله ومديح النبي محمد وكذلك الاولياء الصالحين الى جانب بعض الاغاني والمواويل عن موضوعات شعبية تدور حول الصداقة والسلام والكرم والحكمة بين الناس . رقصة التنورة الاستعراضية تعتمد على اظهار مهارات الراقص/ اللفيف/ في استخدام وتشكيل التنانير ولياقته البدنية مع استخدام الجمل الموسيقية والايقاع السريع والمتنوع. فرقة التنورة للفنون التراثية هي احدى فرق الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة ، تأسست سنة 1988 ومقرها القاهرة. تنشط بقصر الغوري للتراث وهو قصر متخصص في إحياء الاشكال التراثية الفنية التي اندثرت أو هي على وشك الاندثار. جمع أفراد الفرقة من راقصين وموسيقيين تلقائيين تعلموا فنون الرقص والعزف والغناء عن ابائهم وأجدادهم.