في اطار اجتماعات اللجنة العليا التونسية السورية المشتركة، انطلقت مساء أمس الأول فعاليات الأيام الثقافية السورية الممتدة من 23 الى 27 فيفري 2004، بتونس العاصمة وداخل الجمهورية. وقد كانت الانطلاقة بافتتاح المعارض بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون، ثم الحفل الفني الذي أحيته فرقة جلّنار للمسرح الراقص السورية. أقيم الحفل بحضور السيد وزير الثقافة والشباب والترفيه الدكتور عبد الباقي الهرماسي، ومعالي المهندس محمد ناجي عطري، رئيس مجلس الوزراء للجمهورية العربية السورية وأعضاء الوفد الرسمي المرافق له في أشغال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة التونسية السورية، اضافة الى أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين بتونس. انطلق الحفل بوصلة موسيقية في مقام «سماعي نوا أثر»، تلتها لوحة راقصة بعنوان «شمس الراح»، وكانت من نوع «السماح» وهو رقص صوفي ديني عريق، انتقل من المجالات الدينية الى مجالات الأفراح والأعراس، وهو يعتمد على ألحان الموشحات والأوزان الايقاعية العربية. وتتالت بعد ذلك القطع الموسيقية والموشحات والأدوار مثل دور «بين الرضا» وأغنية «الشاميات» وموشح «يا فجر لما تطل».. وإذا كانت الأغاني حاضرة في هذا العرض، فإن اللوحات الراقصة كانت غالبة في العرض، وجمعت بين الرقص الشعبي والفلكلوري السوري، والدبكة ورقص المولوية أو الدراويش.. وعلى الرغم من اختلاف الرقصات وتنوع خصوصياتها وتقنياتها، فإن مجموعة «جلّنار» أبدعت في اداڈئها، وقدمت لوحات راقصة غاية في الجمال، والدقة في الاداء وانسجام تام في الحركات.. هذا النجاح قابله تجاوب كبير من الجمهور الحاضر الذي صفق طويلا ووقف احتراما واعجابا بما قدمته الفرقة. وقد بلغ العرض ذروته في اللوحة الأخيرة التي كانت بعنوان «طل الخيل» والتي بلغ فيها التناغم بين الركح والقاعة أقصاه، ليختتم العرض، وتدخل عناصر فرقة «جلّنار» كواليس المسرح في حالة تجلي، ويغادر الجمهور المسرح منتشيا ومستمتعا بفن أصيل وعريق عراقة الانسان العربي. تتواصل الأيام الثقافية السورية في تونس، وفي برنامج اليوم أمسية شعرية ببيت الشعر بمشاركة الشاعرين بندر عبد الحميد وعبد القادر الجمني. أما موعد الغد فسيكون مع أمسية قصصية بسوسة، وعرض لفرقة جلّنار بالمنستير. المحطة الأخيرة في هذه الأيام فستكون يوم الجمعة الذي سيشهد تنظيم أمسية قصصية بدار الثقافة ابن خلدون، وأمسية شعرية بالقيروان وعرض لفرقة جلّنار بقابس.