تونس 16 ديسمبر 2009 (وات) – تواصلت صباح الاربعاء بمقر المكتبة الوطنية بالعاصمة اشغال الندوة الدولية بعنوان /الشيخ الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الاسلامية/ التي تنظمها وزارتا الشؤون الدينية والثقافة والمحافظة على التراث من 15 الى 17 ديسمبر الجارى احتفالا بمائوية ميلاد الشيخ الجليل. وخصصت الجلسة الثالثة لتقديم خمس مداخلات لاساتذة من تونس ومصر وليبيا وموريتانيا . وتمحورت هذه المداخلات حول موقف ابن عاشور من الاجتهاد المالكي في العصر الحديث والفكر النقدى في مدونة هذا العلامة الى جانب ابراز اسس تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمع الاسلامي وضوابط التجديد في الفقه الاسلامي وملامحه. وبين الاستاذ محمد كمال الدين امام مصر في محاضرته الحس النقدى العالي المرتكز على أسس علمية الذى تناول به ابن عاشور مسيرة الامام محمد عبده مفتي الديار المصرية في بداية القرن الماضي حيث اعتبر فكره وما سعى الى تغييره مما ساد من معتقدات حول الميراث والمراة ذا تاثير كبير في الفكر العربي الاسلامي رغم انه لم يبلغ نتائج فعلية حينها مبرزا النهج الذى توخاه للدفاع عن افكاره. واضاف المحاضر ان ابن عاشور انتقد عدم قدرة الشيخ محمد عبده على الاصلاح حيث اصطدم بالجمود الداخلي للفكر السائد في عصره وبذلك فشل في تطويع الواقع وتطويره مرجعا هذا الفشل الى عدم الاعتماد على العقل والمنهج العلمي في وضع اسس الاصلاح. وحول اعتماد العلامة التونسي على اعمال العقل في كل المجالات تحدث ايضا الاستاذ عفيف الصبابطي تونس مبينا انه كان يتوخى اسلوب الاقناع بالحجة الواضحة وينافس المفكرين بقدرته على الاستدلال مما جاء في الشريعة الاسلامية من قرأن واحاديث نبوية واحاديث صحيحة. وركز على الفكر النقدى عند ابن عاشور مشيرا الى انه كان يرفض الاقرار بان الجمود هو سبب تاخر المسلمين معتبرا اياه مظهرا ومعارضا بذلك ما جاء في اعمال الشيخ محمد عبده. من ناحيته ابرز الاستاذ صالح الطيب محسن ليبيا اسس تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمع الاسلامي عند ابن عاشور من خلال رسالته /روح الحضارة الاسلامية/ ومن بينها اعتبار العلامة التونسي ان سبب تراجع الحضارة الاسلامية ليس الاسلام وعدم قدرته على مواكبة التحولات التي يشهدها العالم انما هو حال المسلمين الذين اكتفوا بدور المتفرج على ما يحدث. وتحدث عن دعوة الشيخ الفاضل المتجددة الى ضرورة التحلي بالثقة في النفس والتواصل الحضارى مع الاخر وبناء علاقات انسانية على اساس التكامل والتفاهم والتوق الى الافضل. اما الاستاذ محمد عبد الله ولد مصطفى موريتانيا فخصص محاضرته لابراز اهم المراحل الحياتية للشيخ محمد الفاضل ابن عاشور مستخلصا منها الاسباب والدوافع التي جعلته مجددا في فكره وقادرا على احكام العقل في تناوله لابرز القضايا المطروحة. وفي محاضرة اخيرة قدمها الاستاذ فتحى القاسمي تونس تم استعراض المنهج العلمي والتربوى الذى اعتمده ابن عاشور في تناوله للقضايا الفكرية والحضارية مشيرا الى ما بينه سابقوه من المحاضرين من كونه منهج يعتمد بالاساس على التخلص من الاحكام المسبقة واعتماد الحجة والبرهان للاقناع بعكس ما يسود من معتقدات.