بنغازي //من مبعوثة /وات/ ضحى طليق// - لئن مثلت الزيارة التي أداها يوم الأربعاء الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي إلى بنغازي، في قراءة أولى، مناسبة لتهنئة قادة ليبيا الجديدة بنجاح ثورتهم وتجديد وقوف تونس إلى جانب الشعب الليبي، فإن هذه الزيارة في ابعادها العميقة، شكلت فرصة للتفكير المشترك في مستقبل شعبين يجمعهما المصير الواحد والتقاء المصالح داخليا وخارجيا. فقد تم بمناسبة هذه الزيارة، مثلما برز ذلك من مضمون "البيان المشترك" تأكيد الارادة التي تحدو قيادتي البلدين في هذه //المرحلة التاريخية الحاسمة// في توجيه كل الجهود نحو توثيق أواصر الإخاء والتضامن بين الشعبين وخدمة مصالحهما المشتركة والتأسيس لعلاقات مستقبلية مزدهرة قائمة على التعاون والتكامل والشراكة في إطار من المصداقية والشفافية. ومن منظور هذا الأفق المستقبلي لروابط تعاون وتكامل مرشحة موضوعيا لولوج مرحلة أكثر وثوقا وكثافة، شددت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة التجارة والصناعات التقليدية وداد بو شماوي في تصريح للصحافة على ضرورة ان يسهم أصحاب الأعمال في البلدين في نحت الغد الأفضل لشباب الثورتين التونسية والليبية الذي دفع الثمن غاليا من اجل الحرية والكرامة. ولاحظت ان مساهمة تونس في إعادة بناء ليبيا هو من قبيل الواجب وليس مجرد عمل ظرفي، مضيفة //نحن في أشد الحاجة لبعضنا البعض في هذه المرحلة الانتقالية التي نأمل ان نتجاوزها بسلام في كلا البلدين// ونحن كطرف تونسي جاهزون في شتى المجالات سيما مجهود البناء والتعمير عبر مكاتب الدراسات والخدمات. وأكدت أنه سيجري تعميق التشاور مع الجانب الليبي لاستكشاف المجالات ذات الأولوية مشيرة إلى ان اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصدد ضبط خطة عمل في ما يخص التعاون الثنائي، كما انه يعتزم فتح مكتب له في ليبيا لمرافقة المستثمرين من البلدين وتيسير عملهم. ومن جهته اوضح وزير التكوين والتشغيل سعيد العايدي ان الهدف من الزيارة هو الانطلاق في التعاون على أسس صحيحة وصلبة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية وبين أطراف المجتمع المدني دون إغفال واجب تقديم التهنئة للشعب الليبي على نجاح ثورته التي كانت سندا قويا للثورة التونسية. وفي ما يتعلق بمكانة الكفاءات واليد العاملة التونسية في بناء ليبيا الجديدة قال العايدي ان السلطات الليبية تعطي الأولوية لتونس في هذا الصدد، وان وزارة التكوين والتشغيل بصدد وضع برنامج تعاون في هذا الاتجاه. من ناحيته تحدث وزير التربية الطيب البكوش، عن امكانية العمل مستقبلا على توحيد المناهج التربوية في البلدين مؤكدا ان كل ابواب التعاون مفتوحة سواء في مجال التدريب او تبادل المدرسين ومذكرا بأن المدارس التونسيية استقبلت وما زالت أعدادا كبيرة من الأطفال الليبيين الذين لم تسمح لهم الظروف بمتابعة تعليمهم في بلدهم.