بنزرت //وات//- نظم فرع بنزرت للرابطة التونسية للتسامح يوم الاحد ندوة فكرية حول /التسامح/ وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتسامع الموافق ليوم 16 نوفمبر من كل سنة. وتم خلال هذه الندوة استعراض مفهوم التسامح ومقارنة مقاربات الفيلسوف الانقليزي جون لوك الذي عاش في القرن السابع عشر ميلادي ومقاربة الفيلسوف والمتصوف الاسلامي الاندلسي محي الدين بن عربي الحاتمي الطائي والمعروف اختصارا بابن عربي الذي عاش في القرنين الثاني والثالث عشر ميلادي في هذا المجال. وابرز الدكتور عادل بالكحلة نقاط الالتقاء والتوافق حول مبادئ المحبة الشاملة والاخاء الانساني والوصال والاتصال بين جميع اجزاء الكون لتحقيق وحدة الوجود التي ميزت افكار كل من المفكرين رغم اختلاف مرجعيتهما الدينية والثقافية والحضارية والتباعد الزمني نسبيا وهو ما يؤكد حسب قوله بان التسامح قيمة انسانية كونية خالدة على الدوام. وتطرق الاستاذ شكيب الدرويش من خلال مداخلته الى التسامح من الناحية القانونية مبرزا بالخصوص انه لا يعني التخلي عن المطالبة بالحقوق بل هو اسلوب متميز للمطالبة بها ثم العفو عند المقدرة وذلك بما يحافظ على علاقات الاخاء والمحبة وروابط الاتصال والتواصل بين المتخاصمين وحتى لا تتحول المطالبة بالحقوق الى حقد وضغينة وعداء دائم. واستعرض السيد محمد علي خميلة رئيس فرع الرابطة التونسية للتسامح ببنزرت من جانبه مقاربة الرابطة في مجال التسامح مشيرا بالخصوص الى انها تعمل من خلال انشطتها المتنوعة كالندوات الفكرية والقوافل التي تنظمها الى مناطق التوتر كسيدي بوزيد والمظيلة والمتلوي والسند وجبنيانة الى نشر قيم الاخاء والمحبة والتسامح والاخاء بين جميع التونسيين من اجل المصالحة والوحدة الوطنية. هذا وتم على هامش الندوة تنظيم مسابقة في الرسم والشعر والقصة خاصة بالاطفال. كما تم بالمناسبة تقديم العريضة الوطنية التي اعدتها الرابطة للمطالبة بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور القادم والتي تم امضاؤها من قبل المشاركين في اشغال الندوة.