تونس (وات) - نظمت الرابطة التونسية للتسامح اليوم الأحد بالعاصمة ندوة علمية حول "التسامح بين الفكر والواقع" بالتعاون مع الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي. وتم بالمناسبة التأكيد على أهمية تكريس مفهوم التسامح المستمد من التاريخ الإنساني والتاريخ العربي الإسلامي ضمن برامج مادة التربية المدنية التي تدرس بالمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية. وفى هذا الإطار أشار السيد ممدوح عز الدين باحث في علم الاجتماع ومدرس مادة التربية المدنية في المعاهد الثانوية إلى "أن تلقين الناشئة معنى التسامح جلب للأساتذة الكثير من الإحراج على اعتبار أنهم يستقون أمثلة ونماذج من تجارب الدول الغربية التي يحفل ماضي العديد منها بانتهاكات لا تحصى ولا تعد وخاصة في ما يتعلق ببعض القضايا الدولية". ولاحظ أن "الحقيقة التي صنعها الغرب لا تطبق إلا في حدوده الجغرافية وتتغير هذه الحقيقة بتغير هذه الحدود". وقدم السيد محمد فخري القرقني باحث في مجال الفلسفة الإسلامية من ناحيته "استنتاجا مبنيا على استقراء بسيط" طرح فيه مقارنة بين مفهومي التسامح في البيئة الغربية القائم على التعايش المكاني وفي الحضارة العربية الإسلامية القائم على التوافق الذي يستمد قيمته وحدوده من التوحيد. ويأتي تنظيم هذه الندوة الفكرية في إطار احتفال الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي باليوم العالمي للتسامح الموافق ليوم 16 نوفمبر من كل سنة. يذكر أن الاحتفال بهذه المناسبة جاء عقب إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة "لإعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح". والرابطة التونسية للتسامح جمعية مدنية أنشأت يوم 26 مارس 2011 وشعارها حسب رئيسها السيد صلاح الدين المصري /السائر دون تسامح يتحول إلى مستبد جديد/.