باردو (وات)- اعتبر عدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بيان الحكومة الذي قدمه ،مساء الخميس، حمادي الجبالي رئيس الحكومة المكلف "إعلانا عن النوايا الطيبة والحسنة" ،مشيرين إلى أن البيان "تميز بالغموض ولم يتضمن معطيات دقيقة". ولاحظوا خلال الجلسة العامة المنعقدة ،صباح الجمعة، بباردو للنظر في منح الثقة للحكومة ان البيان قدم العديد من الوعود "دون التعرض إلى الخيارات الكبرى للحكومة ورؤيتها لنمط التنمية الجهوية والموازنات المالية" ودون التعرض إلى الآليات التي ستعتمدها لتحقيق برنامجها. واعتبروا أيضا ان البيان جاء خاليا من الأرقام ولم يتم التنصيص فيه على نسبة النمو الاقتصادي التي تطمح الحكومة إلى تحقيقها أو عدد مواطن الشغل التي سيتم إحداثها. وتساءلت سعاد عبد الرحيم ان كان للحكومة خطط ملموسة لتوفير الموارد المالية اللازمة لتجسيد "برامجها الطموحة" على ارض الواقع. وعاب احمد نجيب الشابي على الحكومة عدم تحديدها للحيز الزمني الذي ستعمل خلاله على تحقيق برامجها . واستأثر موضوع التشغيل بحيز هام من تدخلات أعضاء التأسيسي الذين أشاروا إلى "تعويل الحكومة المبالغ فيه على تشغيل الشباب بالخارج" وذكرت مية الجريبي في هذا الصدد ب"الوضع المتفجر في ليبيا والمتأزم في البلدان الأوروبية" والذي لا يمكن الاعتماد عليه لحل إشكال البطالة". وطالب المتدخلون بإيلاء الاهتمام إلى قضايا هامة وعاجلة على غرار معالجة إشكال البطالة وعودة الأمن بصفة اكبر وإعادة النظر في منظومة الانتدابات في الوظيفة العمومية واعتماد مقاييس الظروف الاجتماعية والاقدمية في التخرج بما يكفل التكافؤ في فرص العمل. ومن بين القضايا الأخرى التي حظيت باهتمام كبير ضمن الجلسة الصباحية للتأسيسي مسألة التلوث وضرورة إيجاد آليات ناجعة لحلها وملف الهجرة الشرعية والنهوض بالقطاع الفلاحي وإعادة جدولة الديون الصغيرة المتراكمة على الفلاحين, وإعادة النظر في وضعية الأراضي الدولية. كما تطرق الأعضاء إلى مسألة تركيبة الحكومة المقترحة وكان للبعض منهم مأخذ من تعيين طارق ذياب على رأس وزارة الشباب والرياضة وأفاد احمد السافي في هذا الصدد ان الوزير المقترح "له قضايا جارية في صفاقس" داعيا إلى التثبت منها. كما كان للمتدخلين موقف من تعيين رفيق عبد السلام بوزارة الخارجية على خلفية مصاهرته لراشد الغنوشي. ورفعت الجلسة تمام الساعة منتصف النهار والنصف على ان تستأنف الأشغال على الساعة الثالثة من عشية الجمعة .