تونس (وات) - لا تعتبر درجات الحرارة هذا الشتاء في تونس في ادنى درجاتها رغم احساس التونسيين ببرد الشتاء وبان اشعة شمس هذا الفصل لا تبعث فيهم الدفئ المنشود. وفسر جمال الدين بوراوي، كاهية مدير الاستغلال ومهندس في المعهد الوطني للرصد الجوي، "ان ما يشعر به التونسيون، احساس عادي لدى كل الناس، ليس لان البرد قارس ولكن لان الرطوبة زد عليها سرعة الرياح تترك لديهم هذا الانطباع". ومقارنة بسنوات سابقة في تونس، فان موسم الشتاء الحالي يبدو اكثر رفقا. واضاف المسؤول بالمعهد ان "البلاد عرفت سنة 1980 على سبيل المثال، انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة، اذ بلغت درجتين تحت الصفر بالمنستير و3 درجات تحت الصفر بزغوان و4 درجات تحت الصفر بجندوبة ودون 6 و5 درجات في القصرين. ووفق بوراوي، فان الحديث عن موجة برد غير صحيح خاصة مع تسجيل درجات تتراوح بين 14 و 18 درجة. وقال إن "الوضع المناخي يبقى مطابقا للمعايير الطبيعية ودرجات الحرارة المسجلة حتى الان هي "درجات حرارة الموسم". "موسم شتوي دافئ.. لكن ليس كغيره من المواسم" اعتبر المسؤول في المعهد الوطني للرصد الجوي ان الجديد في هذا الموسم الشتوي هو "تواصل فترة انخفاض درجات الحرارة" مقارنة بالسنوات السابقة. ولاحظ جمال بوراوي، ان درجات الحرارة المسجلة خلال شهر ديسمبر 2011، ولفترة تزيد عن الاسبوعين، والتي لم تتراجع الى اقل من 22 و20 درجة، تشكل ايضا خاصية اخرى لهذا الموسم الشتوي. وباحتساب درجات الحرارة على مدى ثلاثين سنة يتبين ان درجات الحرارة في الشتاء كانت دائما في حدود تتراوح بين 4 و6 درجات للدنيا منها وما بين 14 و18 درجة للقصوى منها. وسجلت اول موجة برد يوم 19 ديسمبر 2011 وتواصلت لمدة 4 ايام. وفي بداية شهر جانفي 2012، شهدت حالة الطقس استقرارا منذ ايام بيد ان مصالح الرصد الجوي اعلنت في نشرة خاصة عن هبوب رياح قوية تجاوزت احيانا 100 كلم/س في الليلة الفاصلة بين يومي الخميس والجمعة. ويتسم موسم الشتاء عادة بفترتين لانخفاض درجات الحرارة كما فسر جمال الدين بوراوي، الاولى تمتد من 5 ديسمبر الى 13 جانفي وتسمى "الليالي البيض" وتعتبر ملائمة للبذر حسب الرزنامة البربرية والفترة الثانية ويطلق عليها "الليالي السود" وهي فترة ممطرة وملائمة للفلاحة وتمتد من 14 جانفي الى 2 فيفري. "الانحباس الحراري بات معطى اكثر تاثيرا" اكد المسؤول بالمعهد الوطني للرصد الجوي ان "الانحباس الحراري له تاثير على الظروف المناخية" مبرزا ان تاثيرات هذه الظاهرة، التي تفاقمت خلال السنوات الاخيرة، تبدو جلية لا سيما في عدم استقرار الوضع المناخي وزيادة تواتر تساقط الامطار والفيضانات على الصعيدين الدولي والوطني. وقال بوراوي "ان تواتر الفيضانات في تونس كان كل عشر سنوات (1969 - 1982 - 1992 و2003) في حين اصبح تواتر الفيضانات خلال العشرية الاخيرة كل ثلاث سنوات تقريبا (2003 - 2007 - 2009 و 2011). وتبقى التوقعات الجوية، لئن كانت دقيقة او تقريبية، خلاصة ادوات قيس "معقدة". وبالنسبة للمعهد الوطني للرصد الجوي فان التجهيزات المستعملة للتوقعات الجوية يوميا "تضمن متابعة للغيوم عبر الاقمار الصناعية بصفة آنية ومتابعة الظواهر المناخية بصفة واضحة، انطلاقا من مختلف نقاط القيس التابعة للمعهد" كما اكد ذلك المسؤول بهذا الهيكل.