لا حديث هذه الايام إلا عن موجات البرد القاسية البعض من المواطنين أقسموا أنهم لم يشاهدوا مثيلا لها طوال حياتهم. فهل تعتبر موجات غير عادية؟ وهل تعرضت بلادنا لمثل هذه الموجات في السابق؟ ثم ما مدى قدر وسائل التدفئة على حمايتنا من هذه الموجات المسمومة؟ يؤكد المختصون بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن الموجات الباردة قادمة من سيبيريا وقد اتجهت نحو أوروبا الشرقية فأوروبا الوسطى لتستقر فوق كامل حوض البحر الابيض المتوسط. ويشير السيد جمال بوراوي الى أن درجات الحرارة سجلت انخفاضا الى مستوى 4 درجات تحت الصفر بتالة وبمختلف مناطق المرتفعات الغربية وتساقطت الثلوج بعين دراهم وبباجة وببعض الجهات ببنزرت وأن مستوى الثلوج تجاوز في بعض الجهات مستوى 15 صم. واعتبر في ذات الوقت أنها مجرد موجات عادية تأتي في الغالب في مثل هذه الفترة (ذروة فصل الشتاء) ويقول: «لقد كانت البلاد بحكم موقعها الجغرافي على مدى التاريخ عرضة لموجات أكثر حدة ولبرد أكثر شراسة من ذلك الموجات الباردة وتساقط الثلوج على امتداد يومين بالعاصمة وكان ذلك في 8 و9 جانفي 1981. وتونس كانت عرضة أيضا في 14 جانفي 1995 لتيارات هوائية شديدة البرودة كانت أخطر وأشد تأثيرا خاصة وأنها نتجت عنها بعض حوادث الانزلاقات. ** موجة متواصلة من جهة أخرى يؤكد أن التقلبات المناخية ستتواصل حتى آخر الاسبوع وستكون مصحوبة في بعض الجهات بدواوير رملية وسيكون البحر مضطربا والطقس بصفة عامة شديد البرودة. ومذكرا أن هذه التقلبات التي تأتي في ذروة فصل الشتاء تعرف لدينا بالليالي السود (وهذه التصنيفات تبقى غير علمية). فبعد انقضاء فترة الليالي «البيض» وهي تمتد من 25 ديسمبر الى 13 جانفي تأتي الليالي «السود» بين فترتي 14 جانفي وتتواصل الى غاية 2 فيفري. أما في الليالي البيض فنسجل كمية أمطار قليلة خاصة وأن السماء تكون في الغالب صافية، فإنه خلال الليالي «السود» تبرز التقلبات المناخية وتشتد البرودة. ** الحذر من وسائل التدفئة في هذه الفترة الشديدة البرودة يستنجد الكثير منا بوسائل التدفئة لكن الافراط في تدفئة الغرف قد يعرض الاطفال لما يعرف بمتلازم الوفاة الفجائية هذا إضافة الى أن التدفئة في الاجواء الباردة والممطرة قد يؤثر على الجلد ويسبب جفافه ويثير الحكة ومشاكل أخرى تقضي على نضارته.