تونس (وات) - يوم 6 جانفي لم يكن يوما عاديا في تونس العاصمة فهو يوم انطلاق فعاليات الدورة 15 لايام قرطاج المسرحية التي تستمر الى غاية 13 من الشهر نفسه وتتميز بكونها أول دورة بعد اندلاع الثورة التونسية المجيدة وهو ما يفسر وضع هذه الاحتفالية تحت شعار "التحية الى ثورات الربيع العربي". هذا الافتتاح غير المعتاد الذي جرى بعد ظهر الجمعة تضمن استعراضا ضخما وضع تصميمه الفنان فتحي الهداوي شاركت فيه فرق الشرف والموسيقى النحاسية وخيالة الشرطة والجيش والحرس الوطنيين انطلاقا من شارع محمد الخامس ووصولا الى المسرح البلدي مرورا بشارح الحبيب بورقيبة. كما شاركت فيه عديد الفرق الموسيقية الشعبية التونسية والعربية الى جانب ثلاثي من عازفي الاكرديون الايطاليين وطلبة مدرسة السرك للمسرح الوطني الذي قدموا حركات استعراضية وبهلوانية أمام جمهور متعطش للفرح والمتعة بالرغم من البرد والرياح القوية التي ميزت حالة الطقس اليوم. وفي داخل فضاء المسرح البلدي اعتلت الركح تباعا مجموعات للموسيقى الشعبية التونسية والعربية منها فرقة الصوت الليبية التي قدمت تحية للثورة التونسية في شكل قصيدة تعتمد على الانشاد دون الات موسيقية. كما قدم طلبة من مدارس المسرح التونسية لقطات من مشاهد مسرحية سخروا فيها من رموز الديكتاتورية والفساد في العالم العربي. وحضرت ايضا فرقة الصعيد المصرية بتراثها الشعبي ورقصاتها التقليدية وغيرها من الفرق العربية.وفجأة سلطت بهرة من الضوء على حصان عربي اصيل يركبه فارس بلباس تقليدي يؤدي حركات صامتة يردفها ايقاع خفيف على الطبل ويتماهى رقص الفارس والفرس مع الايقاع والزكرة في نسق تصاعدي قبل أن يسود الركح الظلام. فالافتتاح يتواصل في مكان اخر بداية من الساعة الثامنة ليلا بقصر الرياضة بالمنزه حيث يتم عرض مسرحية "صاحب الحمار" للفنان فاضل الجزيري عن نص " ثورة صاحب الحمار" للكاتب عزالدين المدني . هذه المسرحية تروي ملحمة أبي يزيد بن خويلد الكيدادي شهر بوزيد صاحب الحمار. كيف انتقل من وضع داعية ثائر يحارب من أجل العدل والكرامة والمساواة الى حاكم طاغية سفاح وماكر؟. كيف اندلعت الفتنة في صفوف مسانديه وكيف سجن ولقي حتفه وحوكم أهله وذوية. تلك هي دروس التاريخ والعبرة لمن يعتبر.