تونس (وات) - حافظ قطاع النسيج والملابس سنة 2011 على استقراره وبقيت اهم مؤشرات التجارة الخارجية الخاصة به ايجابية رغم الاضطرابات التي عرفتها البلاد منذ ثورة 14 جانفي 2011 كما ابرز المركز الفني للنسيج في تحليله لحصيلة القطاع سنة2011. واستنادا الى العدد الاخير من التحليل الشهري للظرف الاقتصادي لقطاع النسيج والملابس الذي يصدره المركز الفني للنسيج، بلغت قيمة الصادرات سنة 2011 نحو 5ر5305 مليون دينار مسجلة ارتفاعا بنسبة 5 بالمائة مقارنة بسنة 2010 في حين حققت الواردات ارتفاعا بنسبة 8ر6 بالمائة لترتقي الى ما قيمته 3827 مليون دينار سنة 2011. وسجل الميزان التجاري، دون احتساب الاستثمارات، فائضا بقيمة 34ر1478 مليون دينار (اي بارتفاع قدره 8ر0 بالمائة مقارنة بسنة 2010). بيد ان معدل التغطية فقد ما يعادل نقطتين (2) ليتحول من 9ر140 بالمائة الى 6ر138 بالمائة كما اشار الى ذلك نفس المصدر. وفي ما يهم الانشطة الفرعية، ابرز التحليل السنوي ان الملابس استاثرت بنصيب الاسد على مستوى الصادرات الجملية للقطاع بحصة تناهز 87 بالمائة مقابل 13 بالمائة لنشاط النسيج. وتشكل السراويل والملابس الداخلية وملابس العمل والصدريات والقمصان... اهم المنتوجات التي يقع تصديرها في مجال الملابس (70 بالمائة). وعرفت المبيعات في الخارج لمنتجات المفروشات الخاصة بالمنزل والاكسسوارات تطورا ملموسا على التوالي بنسبة (5ر4 بالمائة و5ر8 بالمائة على مستوى القيمة). ويفسر المركز الفني للنسيج استقرار النشاط التصديري بقدرة المؤسسات القطاع على الاستجابة الى متطلبات الحرفاء الاجانب في ما يتعلق بالجودة والمرونة وسرعة الاستجابة والاجال والقدرة على التاقلم مع الظروف وتغير استراتيجيات التزود من مسدي الاوامر في اوروبا، اهم شريك تجاري لتونس. ويبرز توزيع الانشطة في ما يتصل بواردات القطاع، سيطرة نشاط الاقمشة الذي يمثل 60 بالمائة من مجمل الواردات يليه نشاط الملابس (20 بالمائة). اما واردات الالياف والخيوط واقمشة الجينز (دنيم) فقد شهدت سنة 2011 تطورا ايجابيا على التوالي بنسبة 24 بالمائة و17 بالمائة و11 بالمائة وهو ما يقيم الدليل على حسن سير قطاع النسيج والملابس خلال الفترة المنقضية كما تشير وثيقة المركز. ويبقى الاتحاد الاوروبي اهم شريك تجاري لتونس، وبالفعل تستاثر اوروبا لوحدها بنسبة 96 بالمائة من صادرات القطاع و72 بالمائة من وارداته. ويشير تحليل الاسواق ان 80 بالمائة من صادرات القطاع تتوجه الى فرنسا (7ر32 بالمائة) وايطاليا (6ر30 بالمائة) والمانيا (2ر11 بالمائة) وبلجيكا (4ر6 بالمائة). في المقابل تميزت سنة 2011 بتقهقر نمو الصادرات في الاسواق التقليدية على غرار فرنسا وايطاليا وبلجيكا في حين تطورت المبيعات باتجاه المانيا (17 بالمائة) وهولندا (20 بالمائة). وبخصوص الواردات فان اهم مزودي تونس هما ايطاليا (2ر27 بالمائة) وفرنسا (2ر20 بالمائة). بيد ان وثيقة المركز الفني للنسيج تشير الى ان الشراءات المتاتية من هذين الشريكين في تراجع لفائدة بلدان مزودة جديدة خارج الاتحاد الاوروبي مثل تركيا والصين التي حققت نموا هاما في مبيعاتها باتجاه تونس. "وتبقى انتعاشة الاسواق التقليدية والنفاذ الى اسواق جديدة ضرورة تفرضها الظروف الراهنة باعتبارها امرا حتميا لمجابهة تراجع الاستهلاك الاوروبي وتطوير الصادرات في الاسواق الواعدة مثل بلدان اوروبا الشمالية وامريكا (البرازيل وروسيا والهند والصين) التي توفر امكانيات هامة للنمو بالنسبة لتونس" كما توضح الوثيقة.