تونس (وات)- تراجع المشاعر الانسانية امام طغيان المادة وتفكك العلاقات العائلية ليفتح الباب امام الانتهازية تلك هي ملامح التصور السينمائي الذي انطلق منه المخرج التونسي محمد دمق في اعداد فيلمه الطويل الجديد "خميس عشية". ويعتمد محمد دمق في هذا العمل الذي انطلق في تصويره منذ ثلاثة اسابيع، على معاينة اجتماعية لوضعية عائلة تونسية يفتح من خلالها نافذة على واقع المجتمع التونسي من خلال الغوص في تفاصيل حياتها اليومية والاختلافات في الافكار وفي مبدأ التعامل في الحياة. هذه الاختلافات تصنع "خلافات" تضع حاجزا عاطفيا بين مختلف افراد هذه العائلة لاسيما وان حب المال والسعي وراء المظاهر الفاخرة والمادة يولد الاحساس بالنقمة والعداء بينهم. فالسياق الدرامي الذي اتبعه المخرج لا يبعد كثيرا عن اختياراته في اعماله السابقة مثل "حي درابك" و"دار الناس" حيث يتعمد تسريب شيء من الغموض على بعض مشاهد الفيلم لتصعيد الاحداث فانتقاء عنوان "خميس عشية" يكشف البصمة الخاصة للمخرج في اعماله حيث يمثل "خميس عشية" التوقيت الذي تحتد فيه الاحداث لتأخذ منعرجا مهما في صيرورتها. وفي هذا الصدد بين محمد دمق في تصريح ل/وات/ ان "هذه التجربة السينمائية ستكون مختلفة حتما عن تجاربه الاخرى نظرا لمساحة حرية التعبير التي اكتسبناها بعد ثورة 14 جانفي". وأشار انه وظف هذه الحرية في حدود معينة للكشف عن عدة قضايااجتماعية مثل الرشوة واستغلال نفوذ المال والعيش تحت سلطة الدكتاتورية. ويجمع هذا الفيلم الذي اشترك في كتابة نصه كل من محمد دمق وطارق بن شعبان نخبة من الوجوه الفنية التونسية المعروفة على غرار فتحي الهداوي وفاطمة بن سعيدان وسوسن معالج ونادية بوستة ويجري تصويره في عدة مناطق في تونس العاصمة وهو متحصل على دعم من وزارة الثقافة.