تونس (وات- تحرير بهيجة بلمبروك)- أمام تواصل تساقط الثلوج بكميات هامة بعدد من مناطق ولايات الشمال والوسط الغربي تعالت نداءات الاستغاثة لمواطنين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة بسبب شدة البرد وقلة ذات اليد وانعدام طرق التزويد الى جانب انقطاع الطرقات والمسالك مما تسبب في عزلتهم. وقد خرجت الأوضاع ببعض المناطق المتضررة من سوء الأحوال الجوية عن سيطرة السلط الجهوية، بعد أن استحال الوصول إليها لإيصال الإعانات ومواصلة تدخلات الإغاثة بسبب انقطاع الطرق وعدم توفر الآليات الضرورية والإمكانيات المادية لفتح الطريق وإزالة الثلوج لاسيما ببعض الأرياف والتجمعات السكانية المتباعدة. وقد اضطر أصحاب المحلات التجارية والمخابز إلى إغلاق أبواب محلاتهم، ولم يعد المواطن البسيط الذي أثقل الفقر كاهله قادرا حتى على توفير الحطب والوقود لتدفئة فلذات أكباده من لفحات البرد القارس أو توفير حاجياتهم لإسكات جوع ليالي الشتاء الطويلة. وأكد رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي محمد الخويني، في اتصال هاتفي مع "وات" أن حساسية الوضع وصعوبة الظروف المناخية بولاية جندوبة جراء انقطاع الطرق المؤدية إليها وصعوبة الاتصال بالجهة، حتم توجيه مساعدات عينية إلى مطار طبرقة عبر طائرة عسكرية. وقال أنه سيتم لاحقا توزيع هذه المساعدات المتمثلة في 1000 غطاء صوفي و300 حشية و5 أطنان من المواد الغذائية و500 لتر من الزيت النباتي، على مستحقيها بالمناطق المعزولة والجبلية عبر طائرات مروحية. وأكد الخويني أن الاتحاد كان جادا منذ البداية في التعامل مع الأوضاع المناخية مشيرا إلى انه منذ بداية موجة البرد يوم الاثنين الماضي، بدأ السعي حثيثا لإيصال المساعدات لمستحقيها في أقرب الآجال. وأفاد في هذا الصدد أنه تم اليوم الاثنين إيفاد شاحنة من المستودع الجهوي للتضامن الاجتماعي بسليانة محملة بطنين من المواد الغذائية و1000 قطعة لباس و500 غطاء صوفي نحو ولاية باجة لتوزيعها على المتضررين. كما تتواصل منذ 31 جانفي الماضي تدخلات الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي لمساعدة أهالي الجهات التي تشهد أوضاعا مناخية صعبة وإيفاد مساعدات عينية إلى مستحقيها شملت كلا من ولايات الكافوالقصرينوسليانةوزغوانوجندوبة. وتمثلت هذه المساعدات في 4100 غطاء صوفي و150 حشية و22800 كلغ من المواد الغذائية و600 لتر من الزيت النباتي و15 ألفا و100 قطعة ملابس، يتواصل توزيعها على مستحقيها. وقد استأثرت ولاية القصرين بحجم هام من هذه المساعدات اعتبارا لأنها من أكثر الجهات تضررا جراء نزول كميات كبيرة من الثلوج، حيث توجهت إليها 5 شاحنات محملة بمساعدات عينية تمثلت في 1800 غطاء صوفي و150 حشية و10 أطنان من المواد الغذائية و300 لتر من الزيت النباتي و6500 قطعة لباس. كما وجه الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي مساعدات إلى العائلات ضعيفة الحال بولاية الكاف تمثلت في 700 غطاء صوفي و2800 كغ من المواد الغذائية و2100 قطعة ملابس. أما نصيب ولاية سليانة من هذه الإعانات فقد كان 300 غطاء صوفي و2 طن من المواد الغذائية و1500 قطعة ملابس، في حين تم توجيه 300 غطاء صوفي وطنين من المواد الغذائية إلى ولاية زغوان. وتشير التوقعات المناخية إلى تواصل موجة البرد مع تساقط الثلوج ونزول أمطار متفرقة إلى يوم غد الثلاثاء وهو ما يطرح ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتمكين المواطنين من أبسط حاجيات العيش وخاصة لمتساكني الأرياف والمناطق المعزولة والعائلات المعوزة وكبار السن. يشار إلى أنه تم الإعلان عشية الاثنين عقب انعقاد مجلس وزاري مضيق عن إحداث خلية متابعة للأوضاع المناخية في جهة الشمال الغربي للبلاد.