تونس 16 جوان 2009 وات تحتفل تونس يوم الأربعاء مع سائر دول المعمورة باليوم العالمي لمكافحة التصحر تحت شعار "المحافظة على الأراضي والمياه ضمان لمستقبلنا المشترك". ويشكل هذا الموعد الذي يوافق 17 جوان من كل سنة مناسبة وطنية وعالمية لتجديد الاهتمام بجهود المجموعة الدولية في مجال مكافحة ظاهرة التصحر لضمان الأمن الغذائي. وقد بادرت تونس انطلاقا من التزامها بالمحافظة على الموارد الطبيعية ومكافحة مختلف اشكال التصحر بالمصادقة على الاتفاقيات البيئية الكونية ومنها الاتفاقية الأممية لمكافحة التصحر منذ سنة 1995 وعملت على تطبيقها من خلال اقرار الاستراتيجيات القطاعية ذات العلاقة بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي. وأعدت لهذا الغرض برنامج عمل وطني لمكافحة التصحر منذ سنة 1998 يمثل إطارا جامعا لبرامج ومشاريع المحافظة على الموارد الطبيعية. كما عززت سنة 2005 الإطار المؤسساتي بإحداث المجلس الوطني لمكافحة التصحر وبعث اللجان الجهوية القارة لمكافحة التصحر لمتابعة وتقييم إعداد وتنفيذ برامج العمل الجهوية والمحلية لمكافحة التصحر بالاضافة الى تجسيم المقاربات التشاركية والتنسيق مع جميع الاطراف المتدخلة. وطورت بالتوازي مع ذلك التشريعات المتعلقة بالمياه والتربة والغابات من خلال اصدار مجلة الغابات ومجلة المحافظة على التربة ومجلة المياه. وقد ساهمت الاستراتيجيات الوطنية في مجال المحافظة على المياه والتربة خلال العقدين الماضيين في التقليص من الاراضي المهددة بالتصحر من 24 بالمائة سنة 1990 الى 17 بالمائة سنة 2006 . وأثبتت الدراسة الاستراتيجية حول وضعية التصحر بالبلاد التونسية المنجزة سنة 2008 أهمية المقاربة التونسية المعتمدة في ميدان مقاومة التصحر وأفضت الى وضع قاعدة بيانات خرائطية وإنتاج مؤشرات دالة على وضعية التصحر وخاصة ما يتصل منها بالماء والتربة والنبات. وأدت هذه الدراسة كذلك الى تطوير خطة عمل مكافحة التصحر على المستوى الوطني ترمي اساسا الى تنمية الفلاحة البعلية وتطوير استغلال الموارد المائية غير التقليدية ودعم البحث العلمي قصد مزيد تطوير غراسة البقوليات لزيادة خصوبة الاراضي واستنباط اصناف ملائمة للخصائص المناخية بكل جهة. واعتبارا لنجاعة برامج التشجير في مجال مكافحة التصحر تم العمل على تنفيذ استراتيجية وطنية للنهوض بالقطاع الغابي والرعوي مكنت خلال الفترة المتراوحة ما بين 2002 و2008 من تشجير مساحة 115 الف هكتار مع تطوير معدل نسق الانجاز السنوى من 15 الف هكتار الى 20 ألف هكتار لترفع من نسبة الغطاء الغابي حاليا الى 86ر12 بالمائة بعد ان كانت 4 بالمائة سنة 1954 و7 بالمائة سنة 1987 . كما تم في اطار تنفيذ استراتيجية مقاومة التصحر وزحف الرمال تهيئة 118 الف هكتار من المراعي الى جانب اقامة 2800 كلم من الطوابي وتعلية 6200 كلم وغراسة 41 الف هكتار من الهندي الاملس. وانصب العمل في الجهات الاكثر تعرضا لظاهرة التصحر على ارساء مقاربة تنموية تراعي التناغم بين التصرف المستديم في الموارد الطبيعية من جهة ودعم الانشطة الاقتصادية وتحسين اطار العيش من جهة اخرى. وتدعم هذا العمل باعتماد المؤشرات الجهوية لتحسين ظروف العيش قصد مزيد تعزيز مقومات التنمية المستديمة وتدعيم التوازن بين الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية. وتحتضن تونس في اطار مساهمتها في تفعيل الاستراتيجيات الدولية للحد من تداعيات ظاهرة التصحر خلال شهر جويلية القادم الندوة الاعدادية الافريقية للمؤتمر العالمي التاسع للأطراف المتعاقدة في اتفاقية مكافحة التصحر الذي سينعقد بالأرجنتين خلال شهر نوفمبر 2009 .
