مدنين (وات)- انطلقت الاثنين بجربة أشغال ورشة عمل دولية لبحث انطلاقة مشروع متوسطي حول "حصاد المياه والزراعات بالمنطقة المغاربية"، يشمل بتدخله الجزائروتونس وتحديدا منطقة وادي ام جسار بالجنوب التونسي ومنطقة وادي بسكرةالجزائرية. وتهدف هذه الورشة التي ينظمها معهد المناطق القاحلة بمدنين على مدى 3 أيام، إلى تحديد انطلاقة هذا المشروع من خلال ضبط برنامج التدخل للسنوات الثلاث لانجازه ومناطق تدخله ومنهجية عمله. ويشارك في تجسيم وبلورة هذا المشروع المتوسطي الذي يموله الاتحاد الأوروبي، كل من ايطاليا واسبانيا والجزائر من خلال الوكالة الوطنية للمياه بالجزائروتونس ممثلة في مرصد الصحراء والساحل بتونس ومعهد المناطق القاحلة بمدنين والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين. وأكد محمد وصار باحث بمعهد المناطق القاحلة منسق المشروع بتونس أنه مشروع بحث تنموي ينطلق من تجربة نموذجية ستشمل منطقة حوض وادي ام جسار الذي يضم مائدة الزاس/كوتين كمزود رئيسي لمياه الشرب بمدنين وجربة وتطاوين في إطار تثمين التقنيات التقليدية للمحافظة على الموارد المائية كالجسور والطوابي والفساقي التي استنبطها القدامي بهدف التحكم في ندرة المياه إلى جانب تركيز آليات جديدة للاقتصاد في المياه وتغذية المائدة الجوفية كآبار الشحن أو التغذية. واستعرض بالمناسبة جهود معهد المناطق القاحلة بمدنين في مجال تطوير التقنيات التقليدية للمحافظة على المياه والتربة وتعبئة الموارد السطحية إضافة إلى ابتكار تقنيات جديدة في المجال. واعتبر الباحث أن التجربة التونسية متقدمة في مجال تعبئة الموارد المائية والمحافظة عليها وذلك سواء من خلال ثراء المخزون الحضاري والتاريخي بأساليب إدارة المياه منذ الرومان أو ضمن برامج ومخططات أتاحت التوظيف الأمثل للإمكانيات رغم محدوديتها علما وأن تونس تصنف ضمن البلدان الفقيرة مائيا حيث لا تمثل حصة الساكن الواحد من المياه سوى 450 م3 في السنة مقابل ألف م3 مياه للساكن في السنة حسب المقاييس العالمية. وينتظر الجانب الجزائري من هذا المشروع نتائج ايجابية وذلك وفق ما أفاد به زهرون عبد الرزاق المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموارد المائية بورغلة، حيث يرى أن المشروع سيوفر كميات هامة من المياه الضائعة في البحار لتوظيفها في تغذية المائدة من خلال الآبار التقليدية أو السدود أو غيرها من التقنيات التي سيأتي بها المشروع. ويتضمن برنامج هذه الورشة زيارات ميدانية بولاية مدنين للاطلاع على التجربة التونسية في مجال تعبئة الموارد المائية والمحافظة عليها إلى جانب زيارة منطقة تدخل المشروع بأم جسار ومعهد المناطق القاحلة بمدنين.