زغوان (وات- تحرير راقية السالمي)- يعلق الحرفيون في ولاية زغوان آمالا كبيرة على إتمام أشغال انجاز القرية الحرفية بالجهة، حتى تكون فضاء رحبا لترويج منتوجاتهم. ويعتقد هؤلاء الحرفيون ان إحداث مثل هذا الفضاء سيسهم لا محالة في دفع التنمية بالجهة، نظرا لما له من انعكاسات ايجابية على ترويج المنتوجات التقليدية وعلى تطوير عملية تسويقها بالداخل كما بالخارج . كما يرون ان الإسراع بإنهاء أشغال هذا المشروع الذي انطلقت أشغال انجازه منذ شهر جوان الماضي، سيساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الحرفية بما يتيح لها ولوج اسواق جديدة. وينتظر ان يوفر هذا المشروع ايضا الإحاطة المطلوبة بالحرفيين وسيمكن من الارتقاء بمستوى تكوينهم وبمؤهلاتهم المهنية، وهو ما سينعكس ايجابا على جودة المنتوجات وعلى وسائل الإنتاج. وأكد المدير الجهوي للصناعات التقليدية بالجهة، سفيان قربوج، في تصريح لمراسلة "وات" على ضرورة الإحاطة بالحرفيين وتشجيعهم ماديا ومعنويا والعمل على توفير اليد العاملة المختصة في عدد من الصناعات التقليدية التي تلقي رواجا كبيرا في الخارج وتتزايد الطلبات بشأنها على غرار صناعة الحلفاء. وأوضح، في هذا السياق، ان نشاط صناعة الحلفاء الذي يقبل على ممارسته أهالي منطقة جرادو يمثل "قطاعا واعدا جدا" اذ يجمع بين البعد البيولوجي وفن الحرفة اليدوية، مشيرا الى ان هذا الاختصاص يمكن تطويره بما يمكن من توفير منتوج ذي جودة وقيمة مضافة عالية وقابل للترويج ولاكتساح أسواق خارجية وداخلية هامة. وأفاد سفيان قربوج ان النهوض بهذا القطاع الحيوي يقتضي توفير مكونين أكفاء في مراكز تطوير تقنيات صنع منتوجات الحلفاء على غرار اختصاص الغرزة الحلزونية الذي يلقى رواجا منقطع النظير بالأسواق الأوروبية. ودعا المدير الجهوي إلى إحداث مركز فني لتنمية الكفاءات في اختصاص الحلفاء وتوفير الأرضية الملائمة لتحفيز المستثمر على الانتصاب واحداث جمعيات في إطار العمل التشاركي على غرار تجربة مجمع التنمية الفلاحية بوادي الصبايحية بالجهة ومعالجة ظاهرة عزوف الشبان عن التكوين. وقال إن دعم الإحاطة باختصاص الحلفاء في مجال الصناعات التقليدية، سيسهم في إضفاء حركية جديدة على التنمية بالجهة نظرا لمردوديته الهامة وطاقته التشغيلية المعتبرة. وبين في هذا الخصوص ان العناية بصناعة حصير الحلفاء، اسهم في مضاعفة اثمان ترويجه خلال المشاركات في المعارض الأجنبية. وافاد ان سعر حصير الحلفاء تم بيعه في هذه المعارض سنة 2006 بعشرة دولارات ليصل سعره حاليا الى اكثر من 240 دولارا. وعموما ، يساهم قطاع الصناعات التقليدية، بشكل فعال في دفع التنمية بالجهة وخاصة في المناطق النائية نظرا لما يوفره من فرص للشغل، دون الحاجة الى إمكانيات مالية كبيرة. ويشار الى ان زغوان تتوفر على مخزون تراثي كبير ومهارات حرفية هامة، ومواد أساسية متنوعة، وهي المقومات الأساسية لإيجاد منتوج متطور يتسم بالفرادة والإبداع. وتنشط بالجهة 7 مؤسسات حرفية، ويبلغ العدد الجملي للحرفيين بها 3176 حرفيا أي ما يمثل 8ر2 بالمائة من مجموع حرفيي البلاد. ويمارس حرفيو ولاية زغوان اختصاصات مختلفة على غرار النسيج اليدوي والحلفاء والرسم على الحرير والشباكة والتطريز اليدوي والاقفاص التقليدية والفسيفساء وتقطير العطورات (النسري) وصناعة الحلويات (كعك الورقة). ويتم ترويج هذه المنتوجات حاليا عبر المسالك العادية المتمثلة أساسا في المعارض والمهرجانات و المجمعات الحرفية.