مدنين (وات)- افتتح المعهد العربي لحقوق الإنسان، صباح الاثنين بمدنين، فرع الجنوب وهو أول فروع بالبلاد التونسية وذلك في إطار انفتاح المعهد على محيطه الوطني، من أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها. وتتنزل هذه اللبنة الأولى في سياق رؤية إستراتيجية للمعهد العربي لحقوق الإنسان، وفق ما أكده عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد، بمناسبة هذا الافتتاح والذي اعتبر حقوق الإنسان مسؤولية جماعية في الانتقال الديمقراطي وأن الجهات التي شاركت في الثورة هي المدعوة للمساهمة في عملية البناء. وقال بن حسن إن هذا الفرع هو إحدى ثمار الثورة التونسية التي وضعت حقوق الإنسان في سلم أولويات المجتمع التونسي وأثبتت أن حقوق الإنسان "لا تهزم"، موضحا أن فرع مدنين سيركز في أولى أعماله على توثيق تجربة الإغاثة بالجنوب التونسي والتدريب عليها ونشرها، بهدف تطوير فكرة الإغاثة من منظور حقوق الإنسان. ومن جهته لاحظ منسق الفرع مصطفى عبد الكبير، أن نجاح تجربة الإغاثة الإنسانية بالجنوب تجاه اللاجئين الوافدين من ليبيا، إبان الثورة، أقامت الدليل على أهمية إحداث فرع للمعهد بمدنين. وأفاد أن لهذا الفرع برنامج عمل طموح سيعمل على تدريب الجمعيات ومساعدتها على العمل التطوعي واكتساب المهارات وأدوات العمل الجمعياتي الفاعل في التنمية وفي نشر ثقافة حقوق الإنسان. وبدوره أشار المنسق عبد اللطيف الحداد إلى أهمية الدور الموكول لفرع الجنوب في مساعدة المجتمع المدني الناشئ وتمكينه من إنماء قدراته ومهاراته وفي نشر ثقافة حقوق الإنسان وإيصالها إلى الجميع ولاسيما الفئات المهددة والضعيفة. وقد تميز حفل افتتاح فرع المعهد العربي لحقوق الإنسان لولايات الجنوب بمدنين بحضور عدة نشطاء في الحقل الجمعياتي وعدد من الضيوف من لبنان والمغرب، من ضمنهم ريم حاجي عن الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان "المغرب" التي رأت أن إحداث هذا الفرع يعد تجربة رائدة في اتجاه غرس ثقافة حقوق الإنسان وتربية الجيل الجديد على الوعي بها. أما رولا بدران مديرة برامج المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان فقد أفادت أن إحداث فرع بالجهات يكرس سياسة المعهد في نشر ثقافة حقوق الإنسان وفي التربية على حقوق الإنسان لتعزيز الوعي بها. وأضافت أن وجود مثل هذا الفضاء في منطقة عاشت التهميش يكرس مبدأ المشاركة للجميع، ليس فقط في النشاط ولكن أيضا في اقتراح المبادرات في مجال حقوق الإنسان. يذكر أن فرع الجنوب للمعهد العربي لحقوق الإنسان سينظم يوم الثلاثاء، أولى أنشطته ويتمثل في دورة تكوينية للجمعيات حول محور "التطوع" تتواصل 4 أيام.