دانيال كوزان لوبانغو (أنغولا) 15 جانفي 2010 (من مبعوث وات الخاص جمال خضري) يواصل المنتخب الغابوني الذى كان أطاح في الجولة الافتتاحية بالكاميرون احد ابرز المرشحين للفوز باللقب الافريقي استعداداته لمباراته أمام نظيره التونسي يوم الأحد بمدينة لوبانغو في اطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة ضمن الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الافريقية أنغولا 2010. ويتركب منتخب "الفهود" من مجموعة متجانسة من اللاعبين ابهرت الملاحظين بفضل انضباطها الدفاعي بقيادة الحارس ديديي اوفونو ايبانغ الذي وقف سدا منيعا امام زملاء المهاجم صامويل ايتو وسرعة هجومها الذي يتزعمه دانيال كوزان صاحب هدف الفوز امام الكاميرون في اللقاء الأول. ولئن نجح المنتخب الغابوني في الثأر من منافسه الذي كان أزاحه من تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010 بعدما فاز عليه ذهابا وايابا فانه يدين بذلك بالخصوص الى حارس مرماه وقلب هجومه. وقد تمكن اوفونو الذى يتميز بلياقة بدنية عالية من الحفاظ على عذارة شباكه بعد تقدم المنتخب الغابوني في النتيجة ليساهم رفقة خط دفاعه في تامين التغطية الدفاعية لا سيما في الدقائق العشرين الاخيرة عندما مارست الاسود غير المروضة ضغطا كبيرا من اجل ادراك التعادل. ونحت /هامي/ كما يلقب في بلده مسيرة متميزة اذ استهل مشواره الرياضي في القسم الثاني للبطولة الغابونية قبل ان يهاجر الى السلفادور حيث خاض اكثر من 30 مقابلة لفت خلالها الانظار خصوصا وانه كان الحارس الافريقي الوحيد الذى ينشط في احد بلدان امريكا الجنوبية. وقد تم اختياره ثاني افضل حارس مرمى عام 2006 في امريكا الوسطى والجنوبية. وبعد تجربة خاطفة في البرتغال تحول اوفونو الذى تكون على يد الكاميروني توماس نكونو احد افضل الحراس التي انجبتهم الملاعب الافريقية الى دينامو تبيليسي بطل جورجيا ليصبح اثر ذلك الحارس الاساسي للمنتخب الغابوني. وتوج اوفونو مع فريق دينامو ببطولة جورجيا عام 2008 ثم انتقل في جوان 2009 الى لومان الفرنسي الذى تعاقد معه لمدة 3 سنوات لينسج على منوال مواطنه دانيال كوزان. ولعب عدة مقابلات في التشكيلة الاساسية اتسم خلالها مردوده بعدم الاستقرار قبل ان يدفع ثمن تراجع نتائج ناديه وقال في هذا السياق /لقد كنت محط الانظار/ مبينا انه لم يكن يحظى بثقة الجميع ليتم تعويضه بالحارس الثالث في الفريق ماكاريدزى غير ان الوضعية ظلت على حالها. وبعد قدوم المدرب الجديد للومان ارنو كورميي استعاد اوفونو مكانه ضمن التشكيلة الاساسية وتدعمت ثقته بنفسه خلال شهر ديسمبر غير انه لم ينجح مع ذلك في كسب ود جمهور فريقه ويتعين عليه بذل جهود اضافية ومزيد تطوير ادائه ليحظى بالاجماع. وسيكون هجوم المنتخب التونسي مطالبا بالتركيز وتنويع هجوماته من اجل مغالطة هذا الحارس. ويعتبر دانيال كوزان مهاجم هال سيتي الانقليزى صاحب الامكانيات البدنية الهائلة القوة الضاربة الثانية في المنتخب الغابوني. وقضى دانيال كوزان ثلاث مواسم ناجحة مع فريق لومان في الدرجة الثانية الفرنسية ارتقى بعدها الى الرابطة المحترفة الاولى سنة 2003 غير ان فريقه سرعان ما عاد من حيث اتى بعدما انهى الموسم في المركز التاسع عشر وهو ما جعل كوزان يقرر الالتحاق في صيف 2004 بنادى لنس لمدة اربع سنوات. ومنذ الموسم الاول في هذا الفريق اكد كوزان امكانياته بتسجيله 9 اهداف ثم تحسن مردوده في السنة الموالية واحرز المركز الرابع في ترتيب الهدافين بتسجيله 13 هدفا. ومع حلول سنة 2006 عرف اداء كوزان شيئا من التراجع اذ لم يسجل سوى 4 اهداف من مجموع 30 مقابلة خاضها ضمن الرابطة الاولى. وأدت الصعوبات التي عاشها في لنس الى انتقاله في شهر اوت 2007 الى غلاسغو رينجرز الاسكتلندى مقابل حوالي 1 فاصل 5 مليون يورو لكنه لم ينجح في فرض نفسه في التشكيلة الاساسية لينتقل الى فولهام الانقليزى في جانفي 2008 مقابل 4 ملايين يورو. وتواصلت رحلة كوزان في ميادين كرة القدم البريطانية من خلال توقيعه عقدا مع فريقه الحالي هال سيتي الانقليزي. ونجح في اول مقابلة له في تسجيل هدف الحسم على ملعب الامارات امام ارسنال ليقود فريقه الى فوز تاريخي على ابناء المدرب ارسان فنغير. ولم ينجح كوزان في قيادة المنتخب الغابوني الى التأهل الى مونديال 2010 بعد ان تكبد هزيمتين امام الكاميرون 2/صفر و2-1 ليكتفي الفهود بالمركز الثاني ضمن مجموعتهم بعد مشوار ناجح تمكن خلاله بالخصوص من الفوز على المغرب ذهابا وايابا. ويتوجب على المنتخب التونسي توخي الحذر من هذا المهاجم الذى يمتلك موهلات فنية عالية الا ان حقي والجمل والميكارى والسويسي يملكون الامكانيات اللازمة لاحتواء خطورة هذا اللاعب.